محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الكافرون

صفحة 681 - الجزء 4

  دِينِ ٦}⁣(⁣١) دعت قريش رسول الله ÷ إلى المصالحة فنزلت هذه السورة ليرد بها النبي ÷ على المشركين بأنه لا مجال للصلح والحل الوسط، لا أنا داخل في عبادتكم وشرككم، ولا أنتم داخلون في الإسلام ودينه، فلكم دينكم ولي⁣(⁣٢) ديني.


= الفعلية «لا أعبد ما تعبدون» أن الجملة الأولى «لا أعبد ما تعبدون» جاءت جواباً على طلب المشركين حين قالوا له ÷: اعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنة ... إلخ، فجاء بالمضارع المطابق لمقتضى الحال أي: لا أفعل في المستقبل ما طلبتم. وعدل في الجملة المعطوفة عن الفعلية إلى الاسمية «ولا أنتم عابدون ما أعبد» ليؤكد عدم وقوع عبادة الله من المشركين وأن عدم وقوعها صفة ثابتة لهم، وقوله: «ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد» ليس تكريراً وذلك أن المشركين طلبوا من النبي ÷ أن يعبد آلهتهم سنة وهم يعبدون إلهه سنة، ثم يعبد آلهتهم سنة ثم هم يعبدون إلهه سنة و ... فقوله: ولا أنا عابد ما عبدتم» نفي مؤكد لعدم وقوع عبادة آلهتهم في السنة الثالثة، وقوله: «ولا أنتم عابدون ما أعبد» نفي مؤكد لعدم وقوع عبادة الله من المشركين في السنة الرابعة، والجمل الثلاث كلها لنفي وقوع العبادة المقترحة التي عرضها المشركون وهو نفي مؤكد والعدول فيها عن الفعلية إلى الاسمية ليفيد أن نفي ذلك ونفي حصوله في المستقبل صفة ثابتة دائمة، و «لا» هي للنفي في المستقبل.

(١) سؤال: ما الذي نستفيده كطلاب ومرشدين من سورة الكافرون جميعها؟

الجواب: نستفيد منها:

- أنه لا تجوز المداهنة لأهل الباطل ولا يجوز الرضا بما هم عليه من الدين الباطل والفسوق والعصيان.

- وأنه يلزم إظهار الاستقلال عنهم والانفصال منهم ظهوراً عاماً على الساحة.

- أنه يلزم ترك ما يوهم الرضا عن أهل الباطل أو الرضا عن باطلهم.

(٢) سؤال: ما الذي تفيده هذه اللام من معنى متعلق بموضوع السورة؟ وما الوجه في حذف ياء المتكلم من قوله «دين»؟ وكيف يكون إعرابها؟

الجواب: اللام تفيد اختصاص الكافرين بدينهم واختصاص النبي ÷ والمؤمنين بدينهم دين الإسلام فهو لهم وحدهم دون المشركين ودين المشركين لهم وحدهم دون المؤمنين، وهذه الجملة «لكم دينكم ولي دين» لتأكيد وتقرير الكلام السابق لأنها بمعناه، فتعتبر السورة بكاملها براءة مؤكدة من النبي ÷ والمؤمنين من دين المشركين وانتفاء من شركهم وعقائدهم الباطلة وإعلان فاصل وبيان قاطع لكل صلة وعلاقة بين دين الإسلام ودين المشركين.