محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة النساء

صفحة 285 - الجزء 1

  تساءلون به والأرحام؛ لأنهم كانوا إذا سئل أحدهم بالرحم خاف وامتثل وسمع⁣(⁣١).

  {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ١} فاتقوه واتقوا قطيعة الرحم فهو رقيب على أعمالكم، وسيجازيكم عليها.

  {وآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ} خاطبهم ثانياً وأوصاهم بحفظ أموال الأيتام، فلا تأكلوا أموالهم، واحفظوها حتى يبلغوا رشدهم، ثم ردوها لهم⁣(⁣٢).

  {وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ} لا تأكلوا أموال الأيتام، فكلوا الطيب الذي هو مالكم، واتركوا الخبيث الذي هو حق للأيتام، فإنه مأكل خبيث.

  والمراد بالخبيث الحرام الذي هو مال الأيتام. والطيب هو: المال الحلال.

  {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ} لا تجمعوا بين أموالكم وأموالهم وتأكلوها جميعاً.

  {إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا ٢} فأكل أموال اليتامى معصية⁣(⁣٣) كبيرة توجب لصاحبها الخلود في عذاب جهنم.


(١) سؤال: يقال: هذا ظاهر على قراءة الجر في «الأرحام»، لكن كيف يتوجه هذا على نصبها كما هي قراءة نافع وحفص؟

الجواب: التقدير على قراءة النصب: واتقوا قطيعة الأرحام، ومن القطيعة أن يسألك الرحم بحق الرحم فلا ترضيه، والذي يبرر هذا التفسير قراءة الجر وهي إحدى القراءات السبع وهي قراءة حمزة.

(٢) سؤال: يقال: ظاهر الأمر إعطاء اليتامى أموالهم لا حفظها، فكيف؟

الجواب: لا يتم ردها كما هي إلا بعد حفظها، والتحري في سلامتها، والمحافظة عليها من الفساد والضياع.

(٣) سؤال: هل الحوب المعصية؟ فمم أخذ؟

الجواب: الحوب مصدر: حاب يحوب حوباً إذا اكتسب إثماً، يقال: فلان يتحوب أي: يتأثم، والحوباء: النفس المرتكبة للإثم، وأصله الزجر للإبل، فسمي الإثم حوباً لأنه يزجر عنه.