سورة النساء
  {يُرَاءُونَ النَّاسَ}(١) فلا يصلون إلا ليراهم المسلمون.
  {وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ١٤٢} وهو الذكر الذي يقولونه لكم بألسنتهم ليراهم الناس، أما قلوبهم فخالية من ذكر الله، ليس فيها إلا الكفر والنفاق.
  {مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ} المعنى أنهم فريق متوسط بين المؤمنين والكافرين، والتذبذب هو التردد بين أمرين فمرة يميل إلى هذا ومرة إلى ذاك لا يقر على أمر من الحيرة.
  {لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ} لا من المؤمنين ولا من الكفار، فهم في الوسط بينهما.
  {وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا ١٤٣} يظن المنافقون أنهم قد أحسنوا الاختيار حين أظهروا الإيمان، وأبطنوا الكفر، ولو كانوا من أهل العقول لاختاروا دين الإسلام ودانوا به؛ لأن فيه سعادتهم في الدنيا والآخرة، ولكنهم توغلوا في الضلال لسوء اختيارهم؛ فحكم الله عليهم بأنهم ضالون ولا سبيل لهم إلى الهدى، ولا يصح أن يقال: إنهم من أهل الهدى والثواب.
  {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ}(٢) يحذر الله المنافقين: يا أيها الذين آمنوا بألسنتهم لا تتخذوا الكافرين أولياء وانصبوا لهم العداء.
  {أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا ١٤٤} فلا تجعلوا لله عليكم سلطاناً في تعذيبكم وحجة وتفتحوا على أنفسكم أبواب الشقاء وأسباب العذاب،
(١) – سؤال: ما هو إعراب «كسالى»؟ و {يُرَاءُونَ النَّاسَ}؟
الجواب: كسالى: حال من الفاعل في «قاموا»، وجملة «يراءون الناس» بيانية لا محل لها من الإعراب، بين بها علة قيامهم كسالى إلى الصلاة.
(٢) – سؤال: ظاهر الآية تحريم موالاتهم للكافرين من دون المؤمنين فهل يخرجون منها إذا جمعوا بين موالاة الكافرين والمؤمنين؟
الجواب: لا يعمل بمفهوم قوله: {مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ}؛ لأن هذه الصفة جاءت على حسب الواقع الذي كان عليه المخاطبون، فقد كانوا يوالون الكافرين ولا يوالون المؤمنين.