محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة النساء

صفحة 393 - الجزء 1

  يخاطب الله الناس بأنه قد جاءكم حجة واضحة منه على لسان نبيه ÷ وهي المعجزات، والقرآن وفيه برهان واضح على أنه حق من عند الله.

  {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ} وبالنور الذي أنزله.

  {وَاعْتَصَمُوا بِهِ} أي: امتنعوا بالله ليكفيهم ما يُخَاف ويُحذَر من شرور الدنيا والآخرة.

  {فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ١٧٥}⁣(⁣١).

  {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ} استفتى الصحابة النبي ÷ عن الكلالة، وقد نزل في الكلالة آيتان إحداهما في الشتاء والأخرى في الصيف⁣(⁣٢).

  فالآية المذكورة في أول السورة تفيد أنه حين يموت الميت ولا ولد له، ولا أب، ولا جد - فهذا اسمه كلالة، ويرثه ناس غيرهم، فإذا كان للميت إخوة من الأم فلهم الثلث، وإذا كان له أخ واحد فله السدس.

  {إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ} وهذه الآية تفيد أن الميت إذا لم يكن له ولد ولا والد⁣(⁣٣) وترك أختاً واحدة من أب وأم فلها النصف، وإن كانتا اثنتين فأكثر فلهن الثلثان، وإن كانوا ذكوراً وإناثاً فللذكر مثل حظ الأنثيين.


(١) سؤال: هل المراد يدخلهم في رحمة منه في الدنيا؛ ليناسب: {وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا

الجواب: المراد في الدنيا؛ لتناسب {وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ ...}.

(٢) سؤال: ما هي آية الصيف وما هي آية الشتاء؟

الجواب: آية الصيف هي التي في آخر سورة النساء، وآية الشتاء هي التي في أولها، وقد جاءت الرواية من طرق كثيرة عن عمر أنه سأل النبي ÷ عن الكلالة فقال ÷: «يكفيك آية الصيف التي في آخر سورة النساء».

(٣) سؤال: من أين استفدنا أنه لا يكون له والد؟

الجواب: استفدناه مما ثبت وتقرر أن الأب يسقط الإخوة فيما تقدم في قوله تعالى: {وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ}⁣[النساء: ١١]، وكأن المسألة وفاقية.