سورة المائدة
  {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ} لا تستحلوا شعائر الله وعظموها، وهي شعائر الحج، فإذا كان الحاج أو المعتمر قد أهدى هدياً فلا يستنفع منها بشيء، فلا يركب، ولا يحمل، ولا يحلب.
  وشعائر الله: هي معالم دينه، ولكن المراد بها هنا شعائر الحج(١) فهي في سياقه.
  ولا تستحلوا حرمة الشهر الحرام(٢).
  ولا تستحلوا ما أهديتم للبيت(٣) أو ما قلدتموه من القلائد؛ فعظموها إلى أن تصل إلى محلها ثم اذبحوها، والقلائد هي من جملة الهدي، وإنما يجعل عليها قلادة، وهي أي شيء يعلق في رقبتها لتتميز بأنها قد صارت لله، وأنها قد صارت هدياً للبيت.
  وكذلك لا تستحلوا آمين البيت، بمعنى: تعترضوا القاصدين للبيت الحرام،
= فكان الجواب: {إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ ...}، فعلى هذا هي من الحكم أي: تشريع الأحكام. وتعدي الفعل بنفسه من غير حرف جر لتضمنه معنى يفعل. وإذا كان المعنى: والله يفعل ما يعلم أن المصلحة والحكمة في فعله من تشريع الأحكام وغيرها - ففي الآية دليل على أن الإرادة: هي العلم باشتمال الفعل على المصلحة والحكمة.
(١) سؤال: هل المراد بشعائر الحج ذبائحه التي تهدى فيه أم مناسكه؟
الجواب: شعائر الحج هي الذبائح والمناسك، وحرمة الزمان والمكان، وحرمة الإحرام.
(٢) سؤال: هل المقصود شهر بعينه أم جميع الأشهر الحرم جميعها؟
الجواب: المراد الأشهر الحرم جميعها.
(٣) سؤال: إذا كان الهدي هو الشعائر، فما فائدة التنصيص عليه ثانية بقوله: {وَلَا الْهَدْيَ}؟
الجواب: الشعائر هي عامة لما ذكرنا سابقاً قبل سؤالين، وذُكِرَت ثانياً بالتنصيص بعد دخولها في العموم لما لها من المزية على سائر الشعائر، بدليل ما روي: «الحج هو العج والثج»، أي: ثج الدماء، ولئلا يحصل فيها تهاون وتفريط لكثرة عروض ما يعرض من الحاجة لركوبها، وقد يعرض لها كسر أو عرج أو ضعف، فيتجوز مهديها في ذبحها وأكلها و ... إلخ.