محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة المائدة

صفحة 461 - الجزء 1

  {وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ}⁣(⁣١) هذا لا زال من كلام النصارى الذين آمنوا {بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ ٨٤}⁣(⁣٢) وما الذي يمنعنا من الإيمان بالله بعدما عرفناه، فليس معنا أي حجة أو مبرر بعد أن سمعنا الحق وعرفناه، وهي رغبتنا أن نعرف الحق، وندخل في طاعة الله مع الصالحين.

  والنجاشي هذا كان إسلامه سراً، وسبب إسلامه أنه عندما هاجر إليه نفر من المسلمين بعد مضايقة قريش لهم، والتجئوا إليه فآواهم؛ فخرج عمرو بن العاص أرسلته قريش ومعه نفر لأجل أن يشي بهم عنده، ويؤلبه عليهم؛ فقالوا للنجاشي: إن هؤلاء يدعون في عيسى أنه عبد وليس رباً؛ فاستدعاهم الملك وكان كبيرهم جعفر بن أبي طالب، فسألهم الملك، وتحاوروا عنده، ثم اقتنع النجاشي بما احتجوا به، وأسلم من حينه.

  {فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا} أي: هؤلاء النصارى الذين أتوا إلى النبي ÷ وأسلموا.

  {جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ ٨٥} بسبب إيمانهم أثابهم الله جنات النعيم، التي أعدها الله للمحسنين.

  {وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ٨٦} أما الكافرون الذين كذبوا بآيات الله فلا نصيب لهم في ثوابه، وليس لهم عنده إلا عذاب الجحيم خالدين فيها.


(١) سؤال: ما إعراب جملة: {لَا نُؤْمِنُ}؟ وهل جملة {وَنَطْمَعُ} معطوفة على {لَا نُؤْمِنُ}؟ فسيكون ظاهرها تحسرهم على أنهم لا يطمعون في ذلك، أم كيف؟

الجواب: «لا نؤمن» في محل نصب حال من الضمير في «لنا»، والعامل فيه متعلق الجار والمجرور، و «نطمع» حال ثانية من الضمير في «لنا» أيضاً مقيداً بالحال الأولى، وليست معطوفة على جملة: «لا نؤمن».

(٢) سؤال: ما موضع: {أَنْ يُدْخِلَنَا} الإعرابي؟

الجواب: موضعه الجر بحرف جر مقدر، أي: ونطمع في أن يدخلنا.