سورة المائدة
  {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ٨٧ وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ ٨٨}(١) عندما سمع ناس من المسلمين القرآن ومواعظ النبي ÷ - اجتمعوا فحلف بعضهم ألا يأكل النهار وأنه سيصوم أبداً، وحلف بعضهم ألا يفترش فراشاً في الليل وأنه سيتعبد إلى الصباح، وحلف بعضهم ألا يطأ زوجة وأنه سينقطع إلى عبادة الله؛ فنزلت هذه الآية تنهاهم عن تحريم الطيبات، وقال لهم تعالى: كلوا ولا تجاوزوا الذي حده الله لكم، وأخبرهم النبي ÷ فقال: «أما أنا فأنكح النساء وأتزوج، وأصوم وأفطر، وأقوم وأنام فمن رغب عن سنتي فليس مني» فلا تتعدوا سنتي، وكلوا وتزوجوا وناموا.
  وكانوا قد حلفوا وأقسموا على ذلك فأراد الله أن يعلمهم كيف يتخلصون من أيمانهم فقال: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ}(٢) واليمين المعقودة هي هذه اليمين التي حلفها هؤلاء، ويلزم فيها الكفارة.
  واللغو: كأن تحلف أن زيداً في البيت معتقداً لذلك فانكشف خلافه، فلا كفارة عليها(٣).
(١) سؤال: هل المراد بأن لا يعتدوا أن لا يتجاوزوا الحد الذي ضربه الله لهم؟ وما موضع جملة: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ٨٧}؟
الجواب: المراد هو أن لا يتجاوزوا ما حدده الله لهم من الحلال والحرام، فلا يحرموا الحلال ولا يحللوا الحرام، ولا موضع لجملة: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ٨٧}؛ لأنها بيانية جاءت لبيان العلة لما قبلها، فهي في جواب سؤال مقدر.
(٢) سؤال: ما إعراب: {بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ}؟
الجواب: الباء حرف جر، و «ما» مصدرية مؤولة مع الفعل الذي بعدها بمصدر، أي: يؤاخذكم بتعقيدكم الأيمان.
(٣) سؤال: ما رأيكم فيما قاله البعض من أن اللغو: «أما والله، وبلى والله» ونحو ذلك مما يصدر =