سورة الأنعام
  يبعثكم فيه يوم القيامة.
  {ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ ٢} ولا زلتم في شككم ورفض الإيمان بيوم البعث، وهو حق لا بد من وقوعه.
  {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ ٣}(١) وهو الله المسيطر بسلطانه على السماوات والأرض فهو عالم بما في نفوسكم وما في علانيتكم وما تعملونه، وسيحاسبكم عليه؛ فلا تظنوا أنه بعيد عنكم فهو حاضر معكم.
  {وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ ٤}(٢) يعني قريشاً فكلما جاءتهم آية دالة على وحدانيته، وعلى صدق نبيه ÷ - أعرضوا عنها ولم يقبلوا.
  {فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ}(٣) كذبوا بالقرآن مباشرة من دون نظر في صدقه، وإنما تمرداً منهم، وعناداً واستكباراً.
= خلقكم، فالمفروض أن تؤمنوا بيوم القيامة والبعث؛ لما ترون من أثر قدرة الله، لا أن تنكروه، فجاء بـ «ثم» للدلالة على أن الشك في يوم القيامة أمر مستبعد بعد معرفة آيات قدرة الله. هذا، و «ثم» في قوله تعالى: {ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ١} كان من المفروض بعد معرفة المشركين أن الله تعالى هو الذي جعل الظلمات والنور أن يعبدوه وحده فجاء الله تعالى بـ «ثم» للدلالة على أن الشرك والكفر أمر مستبعد بعد معرفة أن الله تعالى هو الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور.
(١) سؤال: بماذا تعلق الجار والمجرور في قوله: {فِي السَّمَوَاتِ}؟
الجواب: متعلق بالمعنى المقدر في لفظ الجلالة، والتقدير: وهو المعبود في السموات.
(٢) سؤال: ما إعراب: {إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ ٤}؟
الجواب: الاستثناء مفرغ، والجملة في محل نصب حال من «آية»، وصح لتخصصها بالصفة.
(٣) سؤال: ما معنى {لَمَّا} وإعرابها؟
الجواب: «لما» بمعنى: حين، فهي ظرفية أي: حين جاءهم، فهي مبنية على السكون في محل نصب وناصبها {كَذَّبُوا}.