سورة الأنعام
  {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا(١) ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ ٢٢} يوم يحشر الله المشركين سيسألهم: أين آلهتكم التي كنتم تعبدونها؟ لماذا لا تدعونها لتنفعكم؟ فأنتم الآن في أشد حاجة إليها.
  {ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ ٢٣} لم يكن جوابهم(٢) إلا أن أنكروا وجحدوا شركهم الذي كانوا عليه؛ لشدة ما يرونه يوم القيامة من أهوال العذاب وشدة الحساب وغضب رب الأرباب.
  {انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ٢٤} انظر يا محمد وأنت أيها الناظر إلى حيرة المشركين يوم الحساب وما كان منهم من إنكارهم
(١) سؤال: هل يصح أن نحمل {جَمِيعًا} على الموحدين والمشركين بدليل: {ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا}؟
الجواب: فسرت بالمشركين لأن السياق في المشركين، والضمير في {نَحْشُرُهُمْ} عائد إليهم، وقوله: {ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا ...} من وضع الظاهر موضع المضمر، والتقدير: «ثم نقول لهم» إلا أنه جاء بالظاهر ليفيد أن الباعث على السؤال هو كونهم مشركين.
(٢) سؤال: كيف نفهم أن جوابهم معنى «فتنتهم»؟
الجواب: المعنى: ثم لم تكن عاقبة «فتنتهم» - أي: كفرهم - حين سئلوا بهذا السؤال إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين، فمن هنا صح لنا تفسير المعنى: ثم لم يكن جوابهم إلا أن قالوا ...
سؤال: ما الوجه في انتصاب {فِتْنَتُهُمْ} على قراءة نافع؟ وما إعراب {أَنْ قَالُوا} مع التعليل أيدكم الله؟
الجواب: انتصبت {فِتْنَتُهُمْ} على أنها خبر لـ {تَكُنْ}، و «إلا» أداة استثناء، و {أَنْ قَالُوا} «أن» والفعل في تأويل مصدر اسم لتكن مؤخر.
سؤال: هنا نفى المشركون الإشراك وفي آيات كثيرة اعترفوا بذنبهم فكيف يجمع بينهما؟
الجواب: يجمع بينهما بأن الإنكار كان في موقف، والاعتراف كان في موقف آخر، يفعلون كما يفعل المتورط في تهمة بين يدي السلطان، ينكر مرة ويعترف مرة؛ لعله ينتفع بأيهما.