سورة الأنعام
  الأمر كما تدعون أيها المشركون من وجود شركاء مع الله في الإلهية إنما هو إله واحد وهو الله رب العالمين، أما آلهتكم التي تعبدونها فأنا بريء منها لا أرضاها ولا أؤمن بها.
  {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ} أهل الكتاب يعرفون أن محمداً صادق من عند الله معرفة مستحكمة لا لبس فيها ولا غموض، معرفة مثل(١) معرفتهم لأبنائهم.
  {الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ٢٠}(٢) وهم المشركون لن يؤمنوا بك يا محمد أبداً.
  {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ٢١} فلا أحد أظلم من المشركين الذين يفترون على الله الكذب، أو يكذبون بآيات الله.
= بموضوع خاص لا علاقة له بما قبله من حيث أن كل جملة مصدرة بـ {قُلْ} لها سبب باعث على الأمر بها. ويمكن توضيح ذلك بمثال هو نحو: أن تأمر ولدك بعد الأكل فتقول: «قل الحمد لله رب العالمين» فيأتي سائل فتأمره مرة ثانية: «قل الله كريم» فتفصل بين الأمرين. فالجملة الأولى: {قُلْ سِيرُوا ...} السبب الباعث على الأمر هو استهزاء المشركين الأولين برسلهم، والجملة الثانية السبب اتخاذ المشركين آلهة يعبدونها مع الله، والثالثة دعاء المشركين النبي ÷ إلى عبادة الأصنام واستنكارهم عليه عبادة الله وحده، وهكذا سائر الجمل الواردة هنا.
(١) سؤال: هل تريدون أن الكاف في: «كما» بمعنى «مثل»، وأنها صفة لمصدر محذوف و «ما» حرف مصدري؟
الجواب: المراد هو ذلك.
(٢) سؤال: قد يقال: ما الوجه في حمل الخاسرين على المشركين مع أن الذي قبله: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ ...} إلخ، في أهل الكتاب؟
الجواب: السياق هو في المشركين وآية: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ ..} جاءت للاحتجاج على المشركين.