محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الأنعام

صفحة 585 - الجزء 1

  {فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ١٥٥}⁣(⁣١) اتقوا مخالفته لتنالوا رحمة الله سبحانه وتعالى.

  {أَن تَقُولُوا إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَآئِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ ١٥٦}⁣(⁣٢) كراهة أن تقولوا أيها المشركون يوم القيامة عند دنو العذاب: إن الكتاب قد أنزل على اليهود والنصارى ونحن لا كتاب لنا، فلماذا تعذبنا؟ فأخبر الله سبحانه وتعالى أنه أنزل لهم القرآن ليقطع عليهم الأعذار وليكون حجةً عليهم.

  {أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى} وبالفعل كانوا يقولون قبل نزول القرآن عليهم: لو كان معنا كتاب لكنا أهدى من اليهود والنصارى.

  {فَقَدْ جَاءكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ} فقد نزل إليكم القرآن فيه بيان كل شيء، وفيه هدى ورحمة لمن اهتدى به.

  {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا} فلا أحد أظلم من هؤلاء الذين كذبوا بالقرآن عندما أنزله الله سبحانه وتعالى رحمة لهم فأعرضوا عنه. ومعنى «صدف»: أعرض.

  {سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ ١٥٧}⁣(⁣٣) سينيلهم الله سبحانه وتعالى العذاب الشديد بسبب إعراضهم عن كتابه.


(١) سؤال: هل لحذف مفعول {اتَّقُوا} نكتة بلاغية؟

الجواب: الوجه هو الإيجاز وعدم الإلباس لوجود القرينة «اتبعوه» أي: واتقوا مخالفته لما يترتب عليها من العقاب أو: واتقوا عقاب الله في مخالفة أمره.

(٢) سؤال: من فضلكم ما إعراب: {وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ ١٥٦}؟ وما معناها؟

الجواب: «إن» مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير محذوف. «كنا» كان الناقصة والضمير اسمها. «لغافلين» خبر كان، واللام هي الفارقة، و «عن دراستهم» جار ومجرور متعلق بغافلين. والمعنى: وإنا كنا جاهلين فلم يأتنا مثل ما أنزل على الطائفتين «اليهود والنصارى» أي: ليس لنا كتاب من عند الله مثلهم.

(٣) سؤال: هل قوله: {مَا كَانُوا يَصْدِفُونَ ١٥٧} في تأويل مصدر فكيف تأويله؟

الجواب: «ما» مصدرية تؤول مع ما بعدها بمصدر أي: بصدفهم أي: بإعراضهم.