سورة الأنعام
  {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ}(١) أخبر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ بأن قريشاً ومن معهم من المشركين قد تمردوا على الله سبحانه وتعالى واستحقوا عذابه، ولم يبق إلا أن تأتيهم الملائكة بعذاب الله سبحانه وتعالى.
  {أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ} يأتي بعذابه: إما في غمام، أو حجارة من السماء.
  {أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً}(٢) فلن ينفع الإيمان عند
(١) سؤال: ما معنى {هَلْ} هنا؟ وما إعراب: {أَن تَأْتِيهُمُ}؟
الجواب: «هل» هنا للنفي، و «أن تأتيهم» أن مصدرية تؤول مع ما بعدها بمصدر مفعول به.
(٢) سؤال: قد فسرت {بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ} عن النبي ÷ وعن كثير من أئمتنا منهم المنصور بالله والزمخشري وغيرهما: أنها طلوع الشمس من مغربها وأنها علامة القيامة، وأنه ينقطع التكليف عندها، فما مدى صحة هذا القول؟
الجواب: التفسير صحيح لأن طلوع الشمس من مغربها آية من آيات الله العظيمة ولا سيما بعد تقدم الخبر بذلك من النبي ÷، ولا مانع من ظهور آية أخرى أو آيات من آيات الله التي يحصل عندها العلم الضروري بالله.
سؤال: ما إعراب جملة: {لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ}؟ وما محلها؟
الجواب: الجملة في محل نصب صفة لـ «نفساً» و «تكن» فعل مضارع ناقص مجزوم بلم، واسمها ضمير يعود إلى «نفساً»، و {آمَنَتْ مِن قَبْلُ} جملة في محل نصب.
سؤال: هل في الآية دليل على وعيد أهل الكبائر غير الكفار بعدم نفع إيمانهم لأنهم لم يكونوا قد كسبوا فيه خيراً؟ وما معنى: {أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً}؟ وعلام عطفت؟
الجواب: نعم، فيها دليل على ذلك؛ لأنه يراد بكسب الخير فعل الأعمال الصالحة وترك الأعمال السيئة فمن أعطاك مائة وأخذ عليك مائتين أو مائة غصباً أو خيانة لا يقال إنه كسب خيراً، ولا يعد من أهل المكاسب الصالحة وما ذلك إلا لجمعه بين العملين، وهذا إذا كانت السيئة كبيرة. وجملة {أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً} معطوفة على جملة «آمنت» أي: أو لم =