سورة الأنعام
  {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ١٦٥}(١) خاطب الله سبحانه وتعالى الناس جميعاً المسلمين والكافرين: أنه هو الذي جعل الناس خلائف يخلف بعضهم بعضاً في هذه الحياة الدنيا تموت أمة ويخلفها أمة، وهو الذي رفع بعضكم على بعض في الدنيا فجعل هذا غنياً وهذا فقيراً، وهذا شريفاً وهذا وضيعاً، وهذا مريضاً وهذا صحيحاً، وكل هذا اختبار منه جل وعلا، فالغني هل سيشكر أم سيكفر، وهل سيبخل أم سينفق؟ وهذا الفقير هل سيصبر؟ وهذا الشريف هل سيتواضع؟ وهو سبحانه وتعالى سريع العقاب لمن عصاه وتمرد عليه، وغفور رحيم لمن تاب إليه ورجع واستجاب له.
  * * * * *
(١) سؤال: هل قوله: {خَلاَئِفَ الأَرْضِ} على معنى «في» فيكون التقدير: خلائف في الأرض؟ أم ماذا؟
الجواب: المعنى: على تقدير «في» أي: جعلكم خلائف في الأرض بدليل قوله تعالى في آية أخرى: {ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ١٤}[يونس].
سؤال: ما مناسبة ختم هذه السورة بهذه الآية؟
الجواب: في هذه الآية ما يشعر بتمام السورة ونهايتها، وذلك من حيث أنه بين فيها عواقب المكلفين وما سيصيرون إليه بعد الحياة الدنيا من العقاب الشديد والمغفرة والثواب الذي هو خاتمة الحياة الدنيا ونهاية التكليف فيها.