محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الأنعام

صفحة 591 - الجزء 1

  {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ١٦٣}⁣(⁣١) محمد هو أول من آمن واستسلم لله سبحانه وتعالى، وأول من انقاد له.

  {قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبّاً}⁣(⁣٢) هل تريدون أيها المشركون أن أطلب رباً غير الله سبحانه وتعالى {وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ} وهو الذي يربي كل شيء.

  {وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا} كأن المشركين كانوا يقولون لمحمد ÷: تعال إلينا، ونحن سنتحمل ذنبك ووزرك؛ فقال لهم النبي ÷ ما أنزله الله سبحانه وتعالى عليه: أن كل نفس سيكون وزرها عليها، ولن يحمل أحد ذنب أحد.

  {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}⁣(⁣٣) فلا أحد يحمل ذنب أحد.

  {ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ} المؤمنين والمشركين جميعاً.

  {فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ١٦٤}⁣(⁣٤) يحكم بينكم بالحق فيثبت المحق ويعذب المبطل.


(١) سؤال: ما محل جملة: {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ١٦٣

الجواب: يحتمل أن تكون الواو اعتراضية والجملة معترضة (تذييل)، وفائدة هذا الاعتراض (التذييل) هو تأكيد الكلام السابق وتقريره، وهذه الجمل في المعنى مثل معاني الجمل السابقة ابتداء من قوله: {قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي ...} إلى: {وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ}، ويحتمل أن تكون الواو للعطف والجملة معطوفة على جملة: {إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ ...} وعلى هذا فلا محل لها من الإعراب، ومقول القول هو الكلام كله الذي آخره: {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ١٦٣} ومحله النصب.

(٢) سؤال: ما معنى الاستفهام هنا: {أَغَيْرَ اللّهِ}؟ وما إعراب «غير الله»؟

الجواب: الاستفهام للإنكار، و «غير الله» حال من «رباً» وقد كان صفة فلما قدم أعرب حالاً.

(٣) سؤال: مم اشتقت الكلمات: تزر، وازرة، وزر؟

الجواب: اشتقت من المصدر وهو الوزر، والمراد بالوزر هنا الذنب.

(٤) سؤال: هل سيأتي الفصل يوم القيامة في كل مسألة خلافية بعينها بين المحقين والمبطلين أم إجمالاً فقط؟

الجواب: الذي يترجح أن الفصل يكون في كل مسألة ظهر فيها الخلاف وكانت سبباً لتضليل المختلفين كل منهم لمخالفه، دون المسائل التي لم تكن كذلك.