محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الأعراف

صفحة 594 - الجزء 1

  {وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا}⁣(⁣١) يخبر الله سبحانه وتعالى قريشاً بأنه كم من قرية قد أهلكها؛ لأجل تكذيبهم بأنبيائهم وتمردهم عليهم، وقص الله سبحانه وتعالى هذا عليهم ليعتبروا وليحذروا أن يحل بهم عذاب الله كما حل بمن قبلهم من أهل القرى.

  {فَجَاءهَا بَأْسُنَا بَيَاتاً أَوْ هُمْ قَآئِلُونَ ٤}⁣(⁣٢) أتاها عذاب الله سبحانه وتعالى في الليل وهم نائمون، أوفي وقت قيلولتهم وراحتهم، وهو وقت الظهر عند عودتهم للراحة من حر الشمس.

  {فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ⁣(⁣٣) إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا إِلاَّ أَن قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ٥} عند نزول العذاب بأهل القرى الذين كذبوا بأنبيائهم ينادون بويلهم، ويعترفون بظلمهم، ويتندمون على ما قدموا من كفر وعناد وتكذيب واستهزاء.

  {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ ٦}⁣(⁣٤) أخبر الله سبحانه وتعالى بأنه يوم القيامة سيسأل الأمم الذين أرسل إليهم رسله: هل صدقوا رسله أم كذبوهم؟


(١) سؤال: هل «كم» في الآية خبريةٌ؟ وما محلها؟ وأين تمييزها؟

الجواب: «كم» خبريةٌ في محل رفع مبتدأ، و {مِّن قَرْيَةٍ} تمييزها في محل نصب.

(٢) سؤال: فضلاً ما إعراب {بَيَاتاً}؟ وما محل جملة {هُمْ قَآئِلُونَ ٤

الجواب: «بياتاً» يجوز أن يكون ظرفاً باعتبار المعنى «ليلاً» وأن يكون مصدراً في موضع الحال أي: بائتين. و «هم قائلون» في محل نصب على الحالية.

(٣) سؤال: ما الوجه في التعبير عن الدعاء بالدعوى؟

الجواب: الدعوى المذكورة هي دعواهم ما كانوا عليه من الدين فقد كانوا يدعون أنهم على الدين الحق، يؤيد ذلك آخر الآية: {إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ٥}.

(٤) سؤال: يقال: لماذا حذف المسؤول عنه؟ هل لإفادة التعميم أم لماذا؟

الجواب: حذف ذلك لوجود القرينة وهي ذكر الرسل والمرسل إليهم، فإن ذلك قرينة على أن السؤال هو عن رسالة الله هل بلغها رسل الله إلى المرسل إليهم، وهل قبلوها أم رفضوها، وإلى آخر ما يتعلق بالرسالة.