سورة الأنفال
  {ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ٥٣} غيَّر الله سبحانه وتعالى على آل فرعون، وعلى كفار قريش بسبب تغيرهم في أنفسهم بأن بدلوا شكر الله سبحانه وتعالى بالكفر والشرك، فلا يغير تعالى نعمته على قوم إلا إذا تسببوا في تغيير النعم بارتكاب ما يسخط الله تعالى من الكفر والفسوق والعصيان.
  {كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَونَ وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ ٥٤}(١) فحال قريش كحال هؤلاء الذين كذبوا بأنبيائهم، كقوم نوح وقوم صالح وقوم هود وغيرهم عندما كذبوا أهلكهم الله سبحانه وتعالى بذنوبهم.
  {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ ٥٥} أخبر الله سبحانه وتعالى أن الكافرين شر الدواب التي تدب على الأرض، فما من دابة تسير على الأرض إلا وهؤلاء الكافرون شر عند الله منهم.
  والدابة في اللغة: اسم لكل ما يدب على الأرض، ثم أطلقه أهل العرف على ذوات الأربع، وقد استعمله في الآية على أصل اللغة.
  {الَّذِينَ عَاهَدتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لاَ يَتَّقُونَ ٥٦} إذا حصل بينهم وبين النبي ÷ عهد وهدنة وصلح - نقضوا ذلك لأنهم ليسوا من أهل الوفاء، ولا يتقون نقض العهود.
(١) سؤال: هل هذه الآية تأكيد للآية التي قبلها (٥٢)؟ وما السر في التأكيد بها؟
الجواب: نعم، التكرير هو للتأكيد، وذلك لتقرير الخبر في ذهن السامع وترسيخه فيه؛ ليحذر أن يقع في مثل ما وقعوا فيه.