سورة الأنفال
  {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ٧٤} فالمؤمنون الذين هاجروا مع النبي ÷ وجاهدوا معه، وكذلك الذين آووهم ونصروهم من أهل المدينة، ولم يوالوا الكفار ولم يناصحوهم؛ فهؤلاء هم الذين يستحقون اسم الإيمان والمغفرة، والرزق الكريم في جنات النعيم.
  {وَالَّذِينَ آمَنُوا مِن بَعْدُ(١) وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُوْلَئِكَ مِنكُمْ} فقد أصبحوا منكم، وقد صاروا لكم أولياء.
  {وَأُوْلُوا الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ٧٥} فالرحم أولى برحمه في الميراث والنصرة والنفقة ونحو ذلك، وهذا حكم حكم به الله وأنزله في كتابه.
  * * * * *
(١) سؤال: هل المراد من بعد الهجرة، ففيه دليل على أن بعض مسلمة الفتح حسن إسلامهم فما رأيكم؟
الجواب: ليس المراد أنهم هاجروا من بعد الهجرة، وإنما المراد الذين آمنوا ولم يهاجروا ثم من بعد قعودهم عن الهجرة هاجروا وجاهدوا. وقد حسن إسلام بعضهم وهم قلة مثل العباس بن عبدالمطلب وعقيل بن أبي طالب وغيرهما من بني هاشم وربما بعض خزاعة والله أعلم، وما ورد في القرآن من أنهم لا يؤمنون (أهل مكة) فالمراد أكثرهم، والسواد الأعظم منهم.