محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الأنفال

صفحة 50 - الجزء 2

  والخزرج وآووا إخوانهم المهاجرين إليهم، ونصروا الإسلام والنبي ÷ - أخبر الله سبحانه وتعالى عنهم بأن بعضهم أولياء بعض؛ فينبغي أن يجتمعوا جميعاً، ويتناصحوا فيما بينهم، وألا يناصحوا الكفار واليهود، ولا يوالوهم، وأن يقطعوا كل ما بينهم من صلات.

  {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا} الذين آمنوا في مكة ورفضوا الهجرة مع النبي ÷ إلى المدينة، ومكثوا بين المشركين؛ فهؤلاء لا يجوز لكم موالاتهم ولا مناصرتهم، ولا إطلاعهم على شيء من أسرار الإسلام والمسلمين، واتركوهم فإن حكمهم حكم المشركين في المعاملة الدنيوية، وأما فيما بينهم وبين الله فذلك إليه تعالى.

  {وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ} أما إذا طلبوا منكم أن تنصروهم في الدين فانصروهم على أعدائهم.

  {إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ٧٢}⁣(⁣١) إذا استنصروكم على قوم بينكم وبينهم عهد وصلح - فلا تنصروهم عليهم.

  {وَالَّذينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ} فلا تناصروهم ولا توالوهم، واتركوهم يتناصرون فيما بينهم.

  {إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ ٧٣} إذا لم تفعلوا صرم الولاء وتتركوا مناصرة الكفار وموالاتهم تحصل فتنة عظيمة⁣(⁣٢) في الأرض وفساد كبير.


(١) سؤال: هل في الآية دليل على أن المصلحة إذا عارضتها مفسدة أرجح منها (وهي نقض العهد) فيجب ترك المصلحة؟ أفيدونا في الموضوع؟

الجواب: يجب ترك المصلحة إذا عارضتها مفسدة أرجح منها بدليل العقل، فالعقل يستقبح أن يقدم العاقل على العمل بإيجار مائة مثلاً، ولكنه يعلم أنه إذا فعل خسر مائتين.

(٢) سؤال: ما هي الفتنة التي توعد الله بحصولها؟

الجواب: الفتنة هي: القتل والحرب، أو قوة الكافرين وضعف المؤمنين واستذلالهم وظلمهم حتى يعودوا إلى دين الكفر.