سورة التوبة
  {فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ} أعلن النبي ÷ يوم الحج بهذا الكلام وهو: إن تبتم أيها المشركون كان هذا أسلم لكم، وإن توليتم فاعلموا أنكم قد عرضتم أنفسكم للهلاك، ولن تعجزوا الله سبحانه وتعالى بالفرار منه.
  {وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ٣} وهذا من جملة ما أعلن به النبي ÷ في نص البراءة(١).
  {إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئاً}(٢) استثنى الله
(١) سؤال: يقال: الذي نصت عليه الأخبار الصحيحة أن نص البراءة التي بلغها علي #: «ألا لا يحج بعد هذا العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان» وفي بعضها زيادة: «وأن كل عهد منقوض» ولم يحفظ أنه بلغ نص الآيات، فكيف؟
الجواب: قد فعل علي # المقصود الذي هو الإعلام بانتقاض العهد، وإعلان الحرب وإمهال المشركين أربعة أشهر يسيحون فيها حيثما أرادوا من الأرض آمنين، وقد روي في المصابيح نقلاً عن البرهان للإمام أبي الفتح الديلمي وعن الإمام الناصر بن الهادي تبليغ علي # لسورة براءة وأنه قرأ صدر السورة إلى الآية التاسعة، وأيضاً روي في تفسير ابن كثير نقلاً عن البخاري من كلام أبي هريرة: فأذّن معنا علي في أهل منى ببراءة وأن لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، والمعلوم من الروايات أن النبي ÷ أرسل علياً # بسورة براءة ليقرأها في الحجاج، فلعل الرواة لم يذكروا قراءته لها للعلم بذلك، فمن المستبعد غاية البعد أن يرسل النبي ÷ علياً بسورة براءة ثم لا يقرأها # على الناس كما أمره النبي ÷، أو أن بعض الرواة اكتفى الرواة برواية ما بلغه علي # يوم الحج الأكبر مما سوى صدر سورة براءة؛ تأكيداً لما قرأه عليهم وتقريراً له، وبياناً وشرحاً لما قد يغمض عليهم أو على بعضهم.
(٢) سؤال: ما وجه التعبير عن النقض بالنقص بالصاد المهملة؟
الجواب: المراد: لم ينقصوكم شيئاً من بنود العهد وشروطه أي: أنهم أوفوا بما التزموا به من العهد =