سورة التوبة
  وآيات كتابه، وآثروا الثمن القليل الذي هو متاع الحياة الدنيا؛ لأنهم كانوا يظنون أنهم لو آمنوا وصدقوا لفاتت عليهم مصالحهم في الدنيا من الزعامة والوجاهة والثراء، فهذا هو المراد بالاشتراء.
  {فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ} منعوا الناس عن الإيمان فمن أراد أن يذهب إلى النبي ÷ ليسمع منه - حذروه وهددوه.
  {إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ٩}(١) فهم بعملهم هذا قد سلكوا طريق الباطل وطريق إبليس.
  {لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ ١٠} إذا تمكنوا من المؤمن ورأوا مدخلاً عليه - فلا يراعون فيه لا قرابة ولا عهداً؛ لأن طبيعتهم العدوان.
  يخبر الله سبحانه وتعالى في هذه الآية عن السبب والعلة والمبررات التي تدعوا إلى نقض العهود والمواثيق بينهم وبين المسلمين، وهي عدم مراعاة القرابة والعهد في أي مؤمن، وكذلك طبيعتهم التي انطبعوا عليها وهي العدوان على المؤمنين وعلى غيرهم.
  {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ١١} فإن تابوا ورجعوا إلى الله سبحانه وتعالى وعملوا الأعمال الصالحة فهم من جملتكم أيها المؤمنون لهم ما لكم، وعليهم ما عليكم.
  {وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ ١٢}(٢) إذا نقض العهود أولئك الذين
(١) سؤال: كيف أخبر عن اسم «إن» بقوله: {سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ٩}؟
الجواب: لا مانع من وقوع الإنشاء خبراً للمبتدأ ونحوه، نحو: زيد أبو من؟ وصاحب من؟ وهذا مع أن الإنشاء في هذه الآية مؤول أي: أنهم مذمومة أعمالهم أو مذمومون.
(٢) سؤال: ما هو الطعن في الدين؟ وما وجه إظهار: {أَئِمَّةَ الْكُفْرِ} بدلاً عن الإضمار: فقاتلوهم؟
الجواب: الطعن في الدين هو عيبه والقدح فيه، وإشاعة الشبه وترويجها ونحو ذلك؛ فالطعن هنا =