محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة التوبة

صفحة 56 - الجزء 2

  على الوفاء - فاثبتوا على العهد والصلح الذي بينكم وبينهم ما داموا كذلك.

  {إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ٧} إن الله يحب الذين يتقون الخيانة والغدر، ونقض العهود.

  {كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً}⁣(⁣١) كيف يكون للمشركين عهد، وهم أهل غدر وخيانة فلو أنهم تمكنوا منكم، وصارت لهم قوة يستعينون بها عليكم - فلن يراعوا فيكم أي قرابة ولا رحم ولا أي عهد، ولقتلوكم واستأصلوكم وأبادوكم.

  {يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ⁣(⁣٢) وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ} يرضونكم في ظاهر الأمر، وأما قلوبهم فهي تغلي عليكم أيها المسلمون، وهي مليئة بالحقد والغل، ولو وجدوا أي مدخل يدخلون به عليكم لأبادوكم واستأصلوكم.

  {وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ ٨} لا يراعون الحدود التي تراعى عند المشركين كالوفاء والصدق وعدم نقض العهود.

  {اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ٩} ترك المشركون الإيمان بالله سبحانه وتعالى والتصديق بنبيه ÷


(١) سؤال: ما إعراب {كَيْفَ} في الآية؟ وما إعراب الجملة: {وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا ...}؟ ولِمَ لم تدخل الفاء في الجواب؟

الجواب: «كيف» في هذه الآية تكرار لقوله: {كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ}، وحذف الفعل لكونه معلوماً مما سبق. {وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ} الواو واو الحال، «إن» أداة شرط جازم، «يظهروا» مضارع مجزوم، والواو فاعل، «عليكم» متعلق بيظهروا، «لا» نافية، «يرقبوا» مضارع مجزوم جواب «إن» الشرطية، والواو فاعل. ولم تدخل الفاء هنا لصلوح «لا يرقبوا» لأن يقع بعد «إن» الشرطية.

(٢) سؤال: ما محل جملة: {يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ

الجواب: جملة «يرضونكم» مستأنفة لا محل لها من الإعراب.