محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة يونس

صفحة 157 - الجزء 2

  {فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ} ثم يفرق الله سبحانه وتعالى بينهم وبين آلهتهم.

  {وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ مَا كُنْتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ٢٨} أنكرت الآلهة التي عبدوها من دون الله أن هؤلاء كانوا يعبدونها كالمسيح والملائكة وغيرهم مما عُبِدَ من دون الله ø.

  {فَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ٢٩}⁣(⁣١) فلم نكن نفكر في عبادتكم لنا، ولم نأمركم بعبادتنا، وكفى بالله سبحانه وتعالى على ذلك شاهداً.

  {هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ} في ذلك الموقف في أرض المحشر سوف ترى⁣(⁣٢) كل نفس ما أسلفت من عمل في الدنيا، صغير أعمالها وكبيرها، ظاهرها وخفيها.

  {وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ⁣(⁣٣) الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ٣٠} رجعوا إلى الله سبحانه وتعالى في يوم القيامة، وهو الذي سيحاسبهم على أعمالهم وسيجازيهم عليها، فهذا الذي سوف يكون مرجعهم إليه هو إلههم الحق دون تلك الآلهة التي كانوا يعبدونها فقد ضاعت عنهم يوم القيامة.

  {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} أمر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷


(١) سؤال: ما إعراب: {إِنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ٢٩

الجواب: «إن» هي المخففة من الثقيلة أي: أنها للتأكيد مثل الثقيلة، واسمها: ضمير الشأن، والجملة التي بعدها في محل رفع خبرها، واللام هي الفارقة.

(٢) سؤال: يقال: إذا كان {تَبْلُو} من الإبلاء أو البلوى فمعناها الاختبار والامتحان، فمن أين نعرف أنها بمعنى ترى؟ وضحوا ذلك فالحاجة إليه ماسة؟

الجواب: لما كان الابتلاء سبباً لحدوث العلم صح إطلاقه على العلم على طريق المجاز المرسل.

(٣) سؤال: ما إعراب: {مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ

الجواب: «مولاهم» نعت للفظ الجلالة، وكذلك «الحق» فهو نعت للفظ الجلالة، أو يكون «مولاهم» بدلاً من لفظ الجلالة، و «الحق» نعت له.