سورة يونس
  والفساق فالقتر والسواد ظاهر على وجوههم، وكذلك الذلة والخزي والمهانة.
  ذكر الله سبحانه وتعالى هنا صفات أهل الجنة يوم القيامة وثوابهم.
  {وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا}(١) يخبرنا الله سبحانه وتعالى بأن من عمل معصية فسيجازيه بمثلها {وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ} يوم القيامة، سيحشرهم ووجوههم مظلمة وعليهم الخزي والذلة.
  {مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ}(٢) وليس لهم من يدفع عنهم العذاب يوم القيامة.
  {كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ٢٧} من شدة سوادها كأنها ألبست قطعة من سواد الليل.
  {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ}(٣) عندما يحشر الله سبحانه وتعالى المشركين يوم القيامة سوف يأمرهم بالوقوف في أماكنهم للمساءلة والحساب.
(١) سؤال: هل قوله: {جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا} جملة في محل رفع خبر المبتدأ فأين الرابط فيها؟ أم لا فما إعرابها؟
الجواب: الجملة في محل رفع خبر، والرابط محذوف والتقدير: جزاء سيئة منهم، على حد: السمن منوان بدرهم، وهذا الإعراب أحد وجوه الإعرابات في هذه الآية.
(٢) سؤال: هل في الآية دليل على خلود أهل المعاصي في النار وعدم الشفاعة لهم؟
الجواب: الآية دليل على خلود أهل المعاصي في جهنم سواء أكانوا كافرين أم فاسقين، وسواء أكانت المعاصي كفراً أم فسقاً، فالاسم الموصول والسيئات كلمتان عامتان وقوله: {مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ} قاطعة لطمع الطامعين في الخلاص من عذاب جهنم الخالد بشفاعة أو غيرها.
(٣) سؤال: يقال: ما فائدة إيقاف شركائهم معهم؟ وما إعراب: {مَكَانَكُمْ}؟
الجواب: الفائدة في ذلك هي: إظهار بطلان دينهم ظهوراً مكشوفاً لهم ولأهل الموقف، وإظهار أن الله تعالى يدخلهم النار بحق وأنهم يستحقون عذاب جهنم، وقوله: {مَكَانَكُمْ} مفعول به منصوب بفعل محذوف تقديره: الزموا مكانكم.