محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة يونس

صفحة 169 - الجزء 2

  فسؤالكم هذا إنما يسأله الأحمق، وأما العاقل فلا يستعجل إلا الشيء الذي فيه راحة له وسرور ومنفعة ومصلحة.

  {أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ} فكيف إذا وقع هل ستؤمنون به؟ وإذا آمنتم به فلن ينفعكم هذا الإيمان.

  {آلْآنَ}⁣(⁣١) هل ستؤمنون الآن عند نزوله؟ فلن ينفعكم.

  {وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ ٥١} وقد كنتم من قبل تستعجلونه مكذبين به وبوقوعه.

  {ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ ٥٢} بعد أن أنزل الله سبحانه وتعالى بهم عذابه في الدنيا سيعذبهم يوم القيامة في نار جهنم خالدين فيها أبداً.

  {وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ} يسألون النبي ÷: هل حقاً سيأتينا العذاب؟

  {قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ}⁣(⁣٢) فيجيبهم النبي ÷ بأنه حق وواقع لا محالة.

  {وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ ٥٣} ولن تستطيعوا أن تفروا من الله سبحانه وتعالى وتهربوا من عذابه.

  {وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الْأَرْضِ لَافْتَدَتْ بِهِ}⁣(⁣٣) لو كان للكافر يوم


(١) سؤال: ما إعراب: {أَثُمَّ} و {آلْآنَ

الجواب: الهمزة للاستفهام، وثم: حرف عطف تقتضي الترتيب بمهلة. آلآن: الهمزة للاستفهام، والآن ظرف زمان.

(٢) سؤال: ما إعراب: {أَحَقٌّ هُوَ} و {إِي وَرَبِّي

الجواب: «أحق هو» جملة في محل نصب على أنها مقول لقول محذوف، والهمزة للاستفهام، وحق: خبر مقدم، وهو: مبتدأ مؤخر. «إي» حرف جواب. و «ربي» الواو حرف قسم وجر، وربي: مجرور بالواو وبكسرة مقدرة قبل الياء.

(٣) سؤال: هل تعم هذه الآية كل نفس ظالمة ولو من عصاة أهل القبلة؟

الجواب: نعم الآية عامة لكل نفس ظلمت ولو من أهل القبلة، والنفس الظالمة التي توعدها الله =