سورة هود
  على الأنبياء قبله - هان عليه تكذيب قومه له، واستهزاؤهم به.
  {وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ} جاءك يا محمد في هذه السورة النبأ الحق من أخبار المكذبين بأنبيائهم، وما لحقهم بسبب ذلك.
  {وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ١٢٠} وجاءك في هذه السورة أيضاً موعظة لمن اتعظ بها، وذكرى لمن اعتبر بما قص الله سبحانه وتعالى من أخبارهم.
  {وَقُلْ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ ١٢١ وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ ١٢٢} أمر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ بأن يقول لمشركي قريش عندما رفضوا الإيمان: اعملوا واجهدوا جهدكم في باطلكم واعملوا طاقتكم من الحيل في الكيد للدين، ونصب العداوة للإسلام والمسلمين، وأخبرهم يا محمد أنك ستواصل تبليغ دعوتك إلى الله سبحانه وتعالى ونشر دينه، وأنك ناصب للعداوة لآلهتهم، ومكذب بها وحرب لها، وقل لهم بأن ينتظروا العاقبة لمن ستكون.
  {وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} يخبر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ بأن علم الغيب مختص به وحده، وأنه لن يطلع عليه أحداً من خلقه، وذلك من أخبار النصر والفرج للإسلام والمسلمين، ومتى سيكون، ومتى سينزل غضبه على الكافرين؟
  {وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ} فأمر الدنيا كله مرجعه إلى الله سبحانه وتعالى يوم القيامة؛ أراد بذلك الجزاء والحساب.
  {فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ} خصه بالعبادة وحده وتوكل عليه في جميع أمورك.
  {وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ١٢٣} فلا يخفى عليه شيء من أعمال المسلمين، ولا من أعمال المشركين، وسيجازيهم جميعاً، ولن يضيع عليه شيء من ذلك.
  * * * * *