محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة يوسف

صفحة 253 - الجزء 2

  فأخبره أن تأويل هذه الرؤيا بأنه سيكون له شرف وعز وشأن عظيم في المستقبل، وأن الله سبحانه وتعالى سيصطفيه للنبوة من بين إخوته.

  {قَالَ يَابُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا}⁣(⁣١) خاف يعقوب - عندما سمع رؤيا ولده هذه - من إخوته أن يدبروا له المكايد، ويعملوا الحيل؛ ليفتكوا به ويؤذوه غيرة وحسداً فأمره ألا يقصها عليهم.

  {إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ ٥} لأن الشيطان سيغري إخوته عليه، فليحذر أن يعلموا برؤياه.

  {وَكَذَلِكَ⁣(⁣٢) يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ} عندما سمع يعقوب بهذه الرؤيا أخبره بأن الله سبحانه وتعالى سوف يجتبيه ويختاره لرسالته.

  {وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ} وسيمنحك علم تأويل الأحلام، وكان ذلك العلم قد راج في ذلك العصر وازدهر، فكانت معجزة يوسف # هي علم تفسير الأحلام، كما أن البلاغة والفصاحة كانت معجزة نبينا محمد ÷.

  {وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ} سيتم نعمته عليك بالنبوة، وستشمل هذه النعمة بقية آل يعقوب عندما تكون نبياً منهم.

  {كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ٦} مثل ما أتم نعمته بالنبوة والاصطفاء والاختيار على أبويك إبراهيم وإسحاق، وهو تعالى عليم بمن هو أهل للنبوة والاصطفاء، حكيم لا يختار إلا من هو أهل لذلك،


(١) سؤال: هل ظهر للعلماء شيء من الأسباب التي جعلت يعقوب يخاف هذا الخوف من أبنائه؟

الجواب: السبب هو ما عرفه يعقوب # من الطبيعة المطبوعة في بني آدم من الحسد بين القرابة ولا سيما فيما كان من اختصاص الصغير بالفضل العظيم دون إخوته الكبار كما هو الحال في يوسف، فخاف يعقوب # من أن يدخل الشيطان على أبنائه من هذا المدخل.

(٢) سؤال: إلام الإشارة بذلك؟

الجواب: الإشارة إلى الاجتباء الذي رآه يوسف في المنام.