شفاء غليل السائل عما تحمله الكافل،

علي بن صلاح الطبري (المتوفى: 1071 هـ)

[آداب الجدال]

صفحة 221 - الجزء 1

  أو كون الحكم ما ذكره، (أو معارضة) بعلة أخرى يبرزها المعترض، فالكلام على القياس وما اتصل به مشتمل عليها؛ ولذا سماه تنبيهاً.

  وفي التحقيق رجوعها⁣(⁣١) إلى المنع فقط؛ لأن المعارضة منع للعلة عن جريانها. وعلى التقديرين يظهر وجوبُها على المجتهد؛ لأن من لا يعرف المطاعن لا يجتنبها، وضَعْفُ⁣(⁣٢) قوله: (وإنما حررت للمناظرة). هذا ما وجدناه في أكثر النسخ.

  ووجد في بعضها ذكر الاعتراضات صريحاً بأن قال: (اعتراضات القياس خمسة وعشرون) تبعاً لابن الحاجب، فنقول:

  لما فرغ من القياس وأركانه شرع في بيان ما يَرِدُ عليه من طرق المجادلات الحسنة.

  ولما كان الغرض منها إظهارَ الصواب كانت محمودة؛ لقوله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ..} الآية [النحل: ١٢٥]، وقد سلكها النبيء ÷ والصحابة والتابعون، وفيها سعيٌ في إحياء الملة، وتعاون على البر والتقوى، وجهاد أنبل من جهاد الغزاة لحل المشكلات الدينية ورد الملحدين المبتدعة.

[آداب الجدال]

  ومن آداب الجدال ما ينبغي تقديمه على المناظرة، وهو تقوى الله سبحانه وتعالى، وإشعار النفس بخوفه، وتوطينها على قبول الحق من أي جهة ورد.

  ومنها ما يختص بحال المناظرة: وهو أن يكون المناظر مجتمع⁣(⁣٣) القلب متأنياً⁣(⁣٤) في جميع أحواله، ولا يشتغل بشيء سوى ما هو بصدده، غير منزعج، ولا يعتريه طيش⁣(⁣٥) ولا فشل⁣(⁣٦).


(١) أي: الاعتراضات.

(٢) معطوف على «وجوبها».

(٣) «مستجمع». نخ.

(٤) «متوقرا». نخ.

(٥) الطيش: النزق والخفة وذهاب العقل. ق.

(٦) الكسل والضعف والتراخي والجبن. قاموس.