[آداب الجدال]
  أو كون الحكم ما ذكره، (أو معارضة) بعلة أخرى يبرزها المعترض، فالكلام على القياس وما اتصل به مشتمل عليها؛ ولذا سماه تنبيهاً.
  وفي التحقيق رجوعها(١) إلى المنع فقط؛ لأن المعارضة منع للعلة عن جريانها. وعلى التقديرين يظهر وجوبُها على المجتهد؛ لأن من لا يعرف المطاعن لا يجتنبها، وضَعْفُ(٢) قوله: (وإنما حررت للمناظرة). هذا ما وجدناه في أكثر النسخ.
  ووجد في بعضها ذكر الاعتراضات صريحاً بأن قال: (اعتراضات القياس خمسة وعشرون) تبعاً لابن الحاجب، فنقول:
  لما فرغ من القياس وأركانه شرع في بيان ما يَرِدُ عليه من طرق المجادلات الحسنة.
  ولما كان الغرض منها إظهارَ الصواب كانت محمودة؛ لقوله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ..} الآية [النحل: ١٢٥]، وقد سلكها النبيء ÷ والصحابة والتابعون، وفيها سعيٌ في إحياء الملة، وتعاون على البر والتقوى، وجهاد أنبل من جهاد الغزاة لحل المشكلات الدينية ورد الملحدين المبتدعة.
[آداب الجدال]
  ومن آداب الجدال ما ينبغي تقديمه على المناظرة، وهو تقوى الله سبحانه وتعالى، وإشعار النفس بخوفه، وتوطينها على قبول الحق من أي جهة ورد.
  ومنها ما يختص بحال المناظرة: وهو أن يكون المناظر مجتمع(٣) القلب متأنياً(٤) في جميع أحواله، ولا يشتغل بشيء سوى ما هو بصدده، غير منزعج، ولا يعتريه طيش(٥) ولا فشل(٦).
(١) أي: الاعتراضات.
(٢) معطوف على «وجوبها».
(٣) «مستجمع». نخ.
(٤) «متوقرا». نخ.
(٥) الطيش: النزق والخفة وذهاب العقل. ق.
(٦) الكسل والضعف والتراخي والجبن. قاموس.