[هل يدخل المتكلم في عموم خطابه؟]
  وأيضاً قال تعالى: {وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ}[هود: ٤٥]، فَفَهِم عليه الصلاة والسلام من قوله تعالى: {وأهلك} أن ابنه داخل حتى أجابه تعالى بأنه ليس من أهلك.
  وقال تعالى: {إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ}[العنكبوت: ٣١]، لَمَّا فهمَ إبراهيم عليه الصلاة والسلام العموم قال: {إِنَّ فِيهَا لُوطًا}[العنكبوت: ٣٢]، فأجابته الملائكة À بتخصيص لوط عليه الصلاة والسلام وأهله إلا امرأته من العموم.
  وقال ÷: «من قال: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين قد أصاب كل عبد صالح في السماوات والأرض» وغير ذلك كثير.
[هل يدخل المتكلم في عموم خطابه؟]
  (و) لا شبهة في أن المتكلم بالعموم إن قامت قرينة على دخوله في مقتضى العموم نحو أن يقول: إن الله يأمرنا بالصلاة فهو داخل في عموم خطابه، وإن قامت قرينة على عدم دخوله في ذلك نحو أن يقول: إن الله يأمركم بالصلاة فهو غير داخل.
  وإن تجرد خطابه عنها(١) فالذي عليه الأكثر وهو (المختار أن المتكلم) بالعموم (يدخل في عموم خطابه) ولو حكاية كـ {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ}[البقرة: ٢١]، [وأن اللفظ شامل له من جهة الصلاحية له ولغيره](٢) لوجود المقتَضِي وهو التناول اللغوي؛ فوجب تناوله له في التركيب، وكونه متكلماً أو حاكياً لا يصلح مانعاً لذلك، سواء كان خبراً نحو: {وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ٢٩}[البقرة]، أو إِنشاءً نحو: من أكرمك أكرمه، أو فلا تهنه(٣).
(١) أي: القرينة.
(٢) ما بين المعكوفين غير موجود في (نسخة).
(٣) فالمتكلم بالأمر والنهي داخل في مفعول أكرمه، ولا تهنه. تمت قسطاس.