شفاء غليل السائل عما تحمله الكافل،

علي بن صلاح الطبري (المتوفى: 1071 هـ)

[الثامن: عدم التأثير]

صفحة 235 - الجزء 1

  والطعنِ في السند كما سبق. وهذا حيث أثبت العلية بما ذكر من الإجماع وظاهر الكتاب والسنة، فإن أثبت بتخريج المناط ورد عليه ما سيأتي من عدم الإفضاء، وعدم الظهور، وعدم الانضباط، والمعارضة، أو أنه مرسل⁣(⁣١)، أو غريب، أو شبه⁣(⁣٢).

[الثامن: عدم التأثير]

  وثالثها هو (الثامن) من الاعتراضات: (عدم التأثير، وهو: أن يبدي المعترض في قياس المستدل) أن (وصفاً) من أوصافه أو جزءاً منه⁣(⁣٣) (لا تأثير له في إثبات الحكم). وأقسامه عند الجدليين أربعة؛ لأنه إما أن يظهر عدم تأثير الوصف مطلقاً، ويسمى: عدم التأثير في الوصف، وهو أقوى مما بعده⁣(⁣٤)، نحو: الصبح لا يقصر⁣(⁣٥)، فلا يقدم أذانه كالمغرب. فيقال: عدم القصر لا تأثير له⁣(⁣٦) في عدم تقديم الأذان؛ ولذا استوى المغرب وغيره مما يقصر في ذلك⁣(⁣٧).

  وإما أن يظهر عدم تأثيره في ذلك الأصل بالاستغناء عنه بوصف آخر، ويسمى: عدم التأثير في الأصل، نحو: الغائب مبيع غير مرئي فلا يصح بيعه كالطير في الهواء. فإن كونه غير مرئي وإن ناسب نفي الصحة فلا تأثير له في


(١) الأولى أن يراد بالمرسل بعض أقسامه وهو الملائم؛ ليظهر عطف قوله: «أو غريب» عليه؛ إذ الغريب هو القسم الثاني من المرسل، اللهم إلا أن يراد الغريب من المناسب (*) لا من المرسل وقد سبق بيان معاني هذه الأقسام. سيلان. (*) وهو المفهوم من كلام السعد.

(٢) هو الذي ليس بمناسب ذاتي، وإنما مناسبته لدليل منفصل كما عرفت، لكن في إدخال الشبه تحت تخريج المناط مخالفة لما سبق من أن تخريج المناط اسم للمناسب الذاتي. سيلان.

(٣) ظاهر عبارة المصنف تُوْهِمُ اشتراط إظهار المعترض وصفاً آخر لا تأثير له في الحكم، وليس كذلك؛ فلذا زدت قولي: «أو جزءاً منه» رفعاً لهذا الوهم.

(٤) أي: في إبداء عدم العلية.

(٥) أي: صلاته.

(٦) في نخ: لا نسبة له إلى تقديم الأذان، وهي عبارة شرح الغاية، قال سيلان: أي: لا نسبة له بمناسبة أو شبه في كونه علة لعدم تقديم الأذان، فهو طردي.

(٧) أي: عدم تقديم الأذان.