شفاء غليل السائل عما تحمله الكافل،

علي بن صلاح الطبري (المتوفى: 1071 هـ)

[الباب الثامن: النسخ]

صفحة 167 - الجزء 2

[الباب الثامن: النسخ]

  الباب الثامن من أبواب الكتاب (النسخ) مصدر نسخ [وهو مشترك بين الكتاب والسنة لا غير⁣(⁣١)]، وهو لغة يستعمل بمعنى الإزالة وبمعنى النقل، [قال ابن فارس: كل شيء خلف شيئاً فقد نسخه، يعني سواء أزاله أو لم يزله⁣(⁣٢)]، ومن الأول: تناسخ الأزمنة والقرون، ونسخت الشمس الظل، والشيب الشباب، ومن الثاني تناسخ المواريث؛ فيكون للقدر المشترك⁣(⁣٣).

  ولما كان المقصود بالكلام فيه هو التوصل إلى معرفة الناسخ والمنسوخ من الآيات القرآنية والسنة النبوية⁣(⁣٤) ليعمل بالناسخ ويترك العمل بالمنسوخ، ولا يمكن ذلك ويحسن القول بأن هذا ناسخ وهذا منسوخ إلا بعد معرفة ما يجوز نسخه وما لا يجوز وشرائط ذلك - تكَلَّم في ماهيته وما يجوز نسخه وما لا يجوز، فقال:

  (هو إزالة) جنس الحد (مثل الحكم) لا عينه؛ لأنه بداء أو عبث أو جهل، محال على الله تعالى؛ [إذ لا ينكشف له ما لم يكن قد علمه]⁣(⁣٥) (الشرعي) لا العقلي فليس بنسخ اصطلاحي، بل لغوي، كقضائه بقبح ذبح البهائم، ورفع العجيزة⁣(⁣٦) ووضع الرأس في الصلاة، والهرولة وكشف الرأس وتقبيل الحجر في الحج، سيما من ذي الرئاسة - قبل أن يعلم أن في ذلك نفعاً يربو على المضرة (بطريق شرعي) لا عقلي كالموت والنوم والغفلة والجنون فليس بنسخ اصطلاحي.


(١) ما بين المعكوفين غير موجود في نسخة المؤلف.

(٢) ما بين المعكوفين غير موجود في نسخة المؤلف.

(٣) وهو كون الشيء خالفاً لغيره، أي: هو مشترك معنوي؛ لأنه للحقيقة المشتركة بين المعنيين.

(٤) إشارة إلى كونه من خواص الكتاب والسنة دون غيرهما من الأدلة على الخلاف. منه.

(٥) ما بين المعكوفين في نخ.

(٦) أي: حال السجود.