شفاء غليل السائل عما تحمله الكافل،

علي بن صلاح الطبري (المتوفى: 1071 هـ)

[الحرام]

صفحة 35 - الجزء 1

تنبيه⁣(⁣١):

  وإنما يمتنع تكليف الغافل الذي لا يدري كالنائم والساهي لأن مقتضى التكليف بالشيء الإتيانُ به امتثالا، وذلك يتوقف على العلم بالتكليف به، والغافل لا يعلم ذلك؛ فامتنع تكليفه، وإن وجب عليه بعد يقظته ضمان ما أتلفه من المال، وقضاء ما فاته من الصلاة في زمن غفلته؛ لدليله. وكذا الملجأ - وهو من يدري ولا مندوحة له عن الوقوع عليه، كالملقى من شاهق على شخص - لعدم قدرته على ذلك؛ لأن الملجى إليه واجب الوقوع، ونقيضه ممتنع، ولا قدرة على واحد من الواجب والممتنع.

[الحرام]

  (والحرام) يرادفه⁣(⁣٢) القبيح والمحظور (بالعكس) اللغوي، فهو ما يستحق المكلف⁣(⁣٣) العقاب بفعله والثواب بتركه.

[المندوب]

  (والمندوب) لغة: المدعو إليه. قال الجوهري: يقال: ندبه لأمر فانتدب، أي: دعاه له فأجاب، سمي النفل⁣(⁣٤) به لدعاء الشرع إليه. وأصله المندوب إليه، فتوسع بحذف حرف الجر، فاستكن الضمير.

  واصطلاحا: (ما يستحق الثواب) أي: فعل يستحق المكلف الثواب (بفعله)، فيخرج الحرام والمكروه والمباح، (ولا عقاب في تركه) خرج الواجب.


(١) لا يخفى وجه التسمية. منه.

(٢) قيل: بأحد معنييه، وهو الممنوع، أي، منه، لا الممتنع كما في: {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ٩٥}. منه.

(٣) «المكلف به». نخ.

(٤) «الفعل». نخ.