[بيان لواحق العلم وهي: الظن والوهم والشك والاعتقاد]
  العادة بتكرر الترتيب من غير علاقة عقلية، كالعلم بإسكار المسكر، وإسهال الصفراء بالسقمونيا(١).
  (والاستدلالي مقابله) فهو الذي ينتفي بالشك أو سببه؛ لضرورة زوال الضد عند طروِّ ضده(٢).
[بيان لواحق العلم وهي: الظن والوهم والشك والاعتقاد]
  ولما ذكر العلم أخذ يبين لواحقه فقال: (والظن: تجويز(٣)) مصدر، يحتزر به عن العلم فيها أجمع. وفيه أنه عبارة عن مجموع المتقابلين: الراجح والمرجوح، أو المتساويين؛ فلا يصح وصفه من حيث مجموعهما بما لأحدهما(٤)، وإن جعل بمعنى المجوَّز كان هو المظنون والموهوم والمشكوك، لا الظن والوهم والشك. (راجح) يحترز به عن الشك والوهم.
  (والوهم): مقابله، فهو (تجويز مرجوح. والشك: تعادل التجويزين). والفرق بين الشك والتجويز(٥): أن الشك ما تعارض أمارتان فيه. والتجويز ليس لأجل تعارض الأمارتين، بل لتيقن أن بديهة العقل لا تحيل ثبوت المجوَّز ولا نفيه، ولا أمارة ترجح أحد الجانبين، ولا أمارتين متعارضتين.
  (والاعتقاد: هو الجزم بالشيء) خرج الظن والوهم والشك (من دون سكون النفس) وبه خرج العلم.
(١) هو السنا والعسل.
(٢) وما كثر في لسان الفقهاء من أن اليقين لا يرتفع بالظن، ولا يرتفعان بالشك، وهو فرع اجتماع أنواع الاعتقاد، فمعناه: أن حكم الأول الأقوى لا يزول بحكم الثاني الأضعف بجعل الشارع حكم الضد الزائل باقيا، مثل صحة الصلاة مع زوال ظن الطهارة بالشك في الحدث. منه.
(٣) واعلم أن الظن حقيقته: الاعتقاد الراجح، ولكن التجويز لازمه، فيكون المصنف عرفه باللازم؛ فيكون رسما لا حدًّا؛ فلا اعتراض عليه، ووصفه بالراجح والمرجوح لا من حيث هو مجموع المتقابلين، بل من حيث متعلقه وهو الاعتقاد. والتجويز: عبارة عن الحكم بإمكان ثبوت الشيء ونفيه من دون نظر إلى الترجيح تمت والحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم.
(٤) أي من كونه راجحاً أو مرجوحاً.
(٥) والتجويز في لسان المتكلمين: عبارة عن مجموع اعتقاد في علمين بأنه ليس في بديهة العقل ما يحيل ثبوت الشيء أو نفيه، كما في تجويز كون جبريل في الأرض أو في السماء أو نحو ذلك.