شفاء غليل السائل عما تحمله الكافل،

علي بن صلاح الطبري (المتوفى: 1071 هـ)

[الاستعارة بالكناية]

صفحة 56 - الجزء 2

  سبيل الإعارة للمبالغة في تشبيهه بالمعنى الموضوع له.

[الاستعارة بالكناية]

  وإن لم يذكر المشبه به، بل ذكر ما هو من لوازمه مضافاً إلى المشبه فهي الاستعارة بالكناية، كقولهم: أظفار المنية نشبت بفلان، شبّه المنية بالسَّبُع، وذكر ما هو من لوازمه، وهو الأظفار، وأضافه إلى المنية.

  وإن ذكر المشبه والمشبه به معاً نحو: زيد أسد فهو التشبيه.

  واعلم أن الأصوليين يطلقون الاستعارة على كل مجاز، فلا تغفل عن مخالفة اصطلاحهم لاصطلاح أهل المعاني كي لا تقع في العنت إذا رأيت مجازاً مرسلاً أطلق عليه الاستعارة.

[المجاز المركب]

  ولَمّا فرغ من بيان المجاز المفرد - وقدَّمه لأصالته وكثرته - بَيَّنَ المركب ولذا قال: (وقد يكون مركباً) وهو اللفظ المستعمل فيما شُبّه بمعناه الأصلي، تشبيه التمثيل إن كان وجهه منتزعاً من متعدد، أو غيره⁣(⁣١) إن لم يكن كذلك.

  فقولنا: الأصلي، أي: المعنى الذي يدل عليه ذلك اللفظ بالمطابقة. وقولنا: إن كان وجهه منتزعاً من متعدد احترازٌ عن الاستعارة في المفرد⁣(⁣٢).

  ويكون أيضاً إما مجازاً مرسلاً حيث لم تكن العلاقة المشابهة، كقوله:

  هَوَايَ مع الركب اليمانيين مصعدٌ ... جنيب وجثماني بمكة موثق

  فإن المركب موضوعٌ للإخبار والغرض منه إظهار التحزن والتحسر، ولعل العلاقة هاهنا هي كون التحزن والتحسر سبباً للإخبار.

  وإما استعارة (كما يقال للمتردد في أمرٍ: أراك تقدم رجلاً وتؤخر أخرى) كتب


(١) وهو المفرد.

(٢) لأن وجه الشبه لا يكون فيها منتزعاً من متعدد.