[ثاني طرق العلة: النص]
[ثاني طرق العلة: النص]
  (وثانيها) أي: الطرق الأربع (النص) من الكتاب والسنة (وهو) نوعان؛ لأنه: إما (صريح) وهو: ما دل بوضعه، (وغير صريح) وهو: ما لزم مدلول اللفظ.
  (فالصريح: ما) صرح فيه بالعلة، أو (أتى فيه بأحد حروف العلة، مثل: لعلة كذا، أو لأجل كونه كذا، أو لأنه، أو فإنه، أو بأنه، أو نحو ذلك) كإذاً، وكي، وإنْ الداخلة على ما لم يبق للمسبب ما يتوقف عليه سواه، وأَن(١) بالفتح مخففاً ومثقلاً بتقدير اللام(٢)، فإن تقديره كالتصريح.
  ومراتبه أربع: أقواها النص في التعليل بحيث لا يحتمل غير العلية، كالتصريح بلفظ العلة، وكقوله تعالى: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ}[المائدة ٣٢]، و {كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا}[طه ٤٠]، و {إِذًا لَأَذَقْنَاكَ}[الإسراء ٧٥].
  ثم ما هو ظاهر فيه محتمل غيره، كلام التعليل، وباء السببية، وإنْ الداخلة على ما لم يبق للمسبب(٣) ما يتوقف(٤) عليه سواه؛ لمجيء اللام لنحو: العاقبة(٥)، والباء لنحو: المصاحبة(٦)، وإنْ لِلُّزوم(٧) من دون سببية، ولثبوت أمر على تقدير آخر على طريق الاتفاق(٨).
  ثم ما دخلت عليه الفاء: إما على العلة الغائية المتأخرة عن الحكم، كقوله ÷ في المحرم الذي وقصته(٩) ناقته: «لا تمسوه طيباً ولا تخمروا
(١) كقوله تعالى: {أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ ١٤}[القلم].
(٢) أي: لإنْ ولأنَّ.
(٣) نحو: إن تاب غفر له.
(٤) «علة». نخ
(٥) مثل: {لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا}[القصص ٨].
(٦) مثل: {ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ}[الحج ٤٦].
(٧) مثل: زيد وإن كثر ماله بخيل.
(٨) نحو: إن كان الإنسان ناطقاً فالحمار ناهق.
(٩) يقال: وقصت الناقة براكبها وقصاً من باب وعد: رمت به فدقت عنقه. مصباح.