[تقسيم آخر للحقيقة من حيث التعدد وعدمه]
  وفي الشرع: تصديق خاص(١)، وهذا منهم إِقرارٌ بأنه لم يبق على ما كان عليه في اللغة من الإطلاق.
[تقسيم آخر للحقيقة من حيث التعدد وعدمه]
  (ثم) الحقيقة من حيث هي لها تقسيم آخر؛ لأنها إما أن تعدد لفظاً ومعنى أو لا، (إن تعددت لفظاً ومعنى) كإنسان وفرس ودابة ورفع وصلاة وصوم ومؤمن وكافر (فمتباينة) أي: فالحقيقة حينئذ متباينة.
  (و) إن لم تتعدد كذلك: فإما أن تتحد لفظاً ومعنى أوْ لا.
  (إن اتحدت لفظاً ومعنى) بأن وجد المعنى المقصودُ بلفظ الحقيقة المستعمل هو فيه مفهوماً واحداً حتى لو جرى فيه كثرة وتعدد لكان باعتبار الذوات التي صدق عليها ذلك المفهوم(٢)، كالحيوان فإنه سواء أطلق على الإنسان أو الفرس أو غيرهما لا يراد به إلا الجسم النامي الحساس(٣) (فمنفردة) أي: فالحقيقة حينئذٍ متحدة؛ لاتحاد لفظها ومعناها.
  ثم إِن تشخص ذلك المعنى بحيث يمنعُ نفسُ تصورِهِ فرضَ الشركة فيه فجزئي كالعَلَم.
  (وإن) لم تتحد كذلك(٤) فإن (تعددت(٥) لفظاً واتحدت معنى) كقعودٍ وجلوسٍ للهيئة المخصوصة، وبُهترٍ وبُحترٍ للقصير، وصلهبٍ وشَوذبٍ للطويل، وغَضَنفَرٍ وأسدٍ للمفترس، وفرضٍ وواجبٍ لنحو الظهر، وذكرٍ وعائدٍ للضمير الرابط
(١) وهو التصديق للرسول ÷ فيما علم مجيئه به تفصيلاً فيما علم تفصيلاً وإجمالاً فيما علم إجمالاً. سيلان
(٢) هو الصورة الحاصلة عند العقل.
(٣) المتحرك بالإرادة.
(٤) أي: لفظاً ومعنى.
(٥) أي: الحقيقة