[الدليل الثاني: السنة]
  والثياب يدل بالالتزام على جوده الذي هو ملكة نفسانية كالشجاعة، والله أعلم.
[أقسام الآحادي]
  (والآحادي): ما لا يفيد بنفسه العلم كما عرفت، سواء نقله واحد أو جماعة، وهو أقسام: (مسند) وهو ما اتصل إسناده من راويه إلى النبيء ÷. (ومرسل) وهو عند أئمتنا $ والجمهور: ما سقط من رواته راو فصاعداً من أي موضع؛ فيدخل فيه المعلقُ، وهو: ما سقط منه راو من مبادئ السند. والمنقطعُ، وهو - على ما ذهب إليه طوائف من الفقهاء وغيرهم، وابن عبد البر من المحدثين - ما لم يتصل إسناده على أي وجه كان، حكاه السخاوي عن النووي في إرشاده، فهو أعم من المعلق والمعضَل مطلقاً(١). والْمُعضَلُ - بفتح الضاد - وهو: أن يرسل الراوي وبينه وبين رسول الله ÷ أكثر من راو. وقال(٢) جمهور المحدثين: بل قول التابعي: قال رسول الله ÷.
  وهو(٣) مقبول عند أئمتنا $ والمعتزلة والحنفية والمالكية؛ لإجماع الصحابة على رجوعهم إليه كالمسند، عُلِمَ ذلك من أئمة النقل، كما روي عن ابن عباس عن النبيء ÷: «إنما الربا في النسية»، ثم لما سئل عن ذلك قال: أخبرني به أسامة بن زيد. ولم ينكر عليه إرساله ما سمعه من أسامة، وإنما بينوا أنه منسوخ(٤).
  وقال البراء بحضرة الجماعة: ليس كل ما أخبركم به سمعته عن رسول الله ÷، غير أنا لا نكذب.
  ولأن إرسال الثقة الذي عرف بأنه لا يرسل إلا عن عدل جار مجرى تعديله لمن روى عنه؛ لأنه متى أرسل ما يرويه، وقال: قال رسول الله ÷ كذا
(١) أي: عموم مطلق من كل وجه.
(٢) عطف على قوله: «وهو عند أئمتنا».
(٣) أي: المرسل.
(٤) باعتبار مفهومه لا منطوقه. منه.