[شروط تحقق التناقض]
  صدقه واستلزامه(١) نقيض الآخر جميعاً(٢).
  (والعكس) مزيد في التهذيب والغاية أيضاً، وهو احتراز عن الاختلاف الواقع بين الموجبة والسالبة الكليتين؛ لانتفاء لزوم الصدق فيهما؛ لكذبهما في بعض المواد كما عرفت. ولا يخفى أنه مستدرك(٣)؛ لما عرفت من خروجه بقيد: «لذاته»، فتأمل.
[شروط تحقق التناقض]
  وإنما يتحقق(٤) التناقض مع الاختلاف إيجاباً وسلباً كما ذكر في الحد، ومع الاتحاد في النسبة الحكمية.
  فلو اختلفت لاختلاف في ذات الموضوع(٥)، أو المحمول(٦)، أو في شرط(٧)، أو كلٍّ وجزء(٨)، أو زمان(٩)، أو مكان(١٠)، أو إضافة(١١)، أو قوة وفعل(١٢) - لم
(١) صدق.
(٢) يعني لا يلزم من صدق «هذا إنسان» - مثلاً - كذب: «هذا ليس بناطق»، بل كذبه لازم من صدق: «هذا إنسان» مع استلزامه لصدق: «هذا ناطق»، ولا يلزم من كون الشيء لازماً من آخر مع غيره كونه لازماً من آخر، ومن الواجب أن يعلم أن ليس المراد من قوله: بل من صدقه ... إلخ أن الملزوم هو المجموع من حيث هو المجموع، بل المراد أن الملزوم ملزوم له باعتبار شيء آخر. أهـ نقله من جواهر التحقيق. منه.
(٣) أي: مستغنى عنه.
(٤) قال الشاعر في حصر الوحدات الثمان:
إذا رمت وحدات التناقض يا فتى ... فهاك ثماناً وحدة الوضع والحمل
زمان مكان ثم شرط إضافة كذا ... قوة والفعل والجزء والكل
(٥) نحو: زيد قائم بكر ليس بقائم.
(٦) نحو: زيد كاتب زيد ليس بشاعر.
(٧) نحو: الجسم مفرق للبصر، أي: بشرط كونه أبيضا، الجسم ليس مفرقا للبصر، أي: بشرط كونه أسودا.
(٨) إذ لو اختلفا فيهما نحو: الزنجي أسود، أي: بعضه، الزنجي ليس بأسود، أي: كله - لم يتناقضا.
(٩) نحو: زيد نائم، أي: ليلا. زيد ليس بنائم، أي: نهارا.
(١٠) نحو: زيد قائم، أي: في الدار. زيد ليس بقائم، أي: في السوق.
(١١) نحو: زيد أبٌ، أي: لعمرو. زيد ليس بأب، أي: لبكر.
(١٢) نحو: الخمر في الدن مسكر، أي: بالقوة. الخمر في الدن ليس بمسكر، أي: بالفعل.