[الحقيقة العرفية]
  بعلم ضروري(١)، قال تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا}[البقرة: ٣١]، فَدلَّ على أنه تعالى واضع الأسماء، ومعلمها آدم دون البشر، وكذا الأفعال والحروف؛ إذ لا قائل بالفصل.
  واللغة: هي الألفاظ الموضوعة، من: لغِي - بالكسرـ يلغَى لَغىً، إذا لهج بالكلام، وأصلها(٢) لُغَوٌ أو لُغَيٌ، والهاء عوض(٣)، والجمع لُغىً(٤) مثل: بُرَةٍ وبُرَىً.
  وطريقُ معرفتها التواتر، كالأرض والسماء والحر والبرد ممَّا يعلم وضعه لمعناه، والآحادُ فيما لا يعلم وضعُها لمعانيها، وإنما يكتفى فيها بالظن.
  لا القياس كما سبق في بابه. ولا العقل مستقلاً فلا يكون وحده طريقاً إليها؛ لأن وضعَ لفظ لمعنى معين من الممكنات، والعقلُ لا يستقل بمعرفتها؛ لأنه إنما يستقل بوجوب الواجبات وجواز الجائزات واستحالةِ المستحيلات، وأمَّا وقوع أحد الجائزين فلا يهتدى إليه، واللغات من هذا القبيل؛ لأنها متوقفة على الوضع.
[الحقيقة العرفية]
  (وعرفية) منسوبة إلى العرف، وهي: ما وضعه أهل العرف العام سواء كان بوضع عرفي جديد لم يسبقه معنى لغوي، أو بنقلٍ عن معناه الأصلي إلى معنى آخر، وغلب عليه وهُجِرَ الأول بحيث يدل عليه(٥) بلا قرينة وعلى الأول بها، سواء كان لمناسبة بينه وبين المعنى اللغوي فيكون منقولاً، أو لا(٦) فيكون مرتجلاً، كدابةٍ لِذات الأربع بعد أن كانت لِمَا يدب على الأرض، وكالقارورة لما يَستَقِرُّ فيه الشيء من الزجاج بعد أن كانت لكل ما يستقر فيه الشيء من إناء أو غيره.
(١) باللغات وأن واضعها قد وضعها لتلك المعاني المخصوصة. سيلان
(٢) أي اللغة.
(٣) أي عن الواو أو الياء.
(٤) ولغات أيضاً. مختار الصحاح.
(٥) أي: على المعنى الآخر.
(٦) أي: أوْ لا مناسبة.