[التأويل المتعسف]
  وتأويل الخوارج للحيران(١) في قوله تعالى: {كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى}[الأنعام ٧١] بأمير المؤمنين علي #، وأن المراد بالأصحاب هم لا غيرهم، لعنهم الله.
  وتأويل المتصوفة للبيت في قوله تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ ٩٦}[آل عمران] بالقلب، وبكة بالصدر، فجعلوه بيتاً لله؛ فكان مباركاً على الإنسان وهدى يهتدي به، فإن النور الإلهي إذا وقع في القلب انفسح له واتسع؛ فلا يبصر ويعقل وينظر ويبطش ويمشي ويتحرك ويسكن إلا به.
  وجعلهم مقام إبراهيم # عبارة عن الخلة(٢) التي توصل الخليل إلى خليله، فمن وصل ذلك المقام أَمِنَ من نار القطعية وعذاب الحجاب. وهذا طرف من تأويلهم الباطل، وقد تأولوا القرآن من أوله إلى آخره على هذا الأسلوب، وزعموا أنه المراد، وعطلوه عن الشرائع والأحكام.
  * * * * *
(١) من التحير.
(٢) أي: الصداقة.