شفاء غليل السائل عما تحمله الكافل،

علي بن صلاح الطبري (المتوفى: 1071 هـ)

[أول الأدلة: الكتاب]

صفحة 64 - الجزء 1

  آل محمد ÷، والاتفاقِ على إثباتها في أوائل السور غير التوبة خطًّا في المصحف⁣(⁣١)، ولِمَا روي في الأحكام عنه ÷ أنه قال: «كل صلاة لا يجهر فيها بِـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} فهي آية اختلسها الشيطان». والآيات تختص بالقرآن، وهي في أمالي أحمد بن عيسى⁣(⁣٢) @ بإسناده إلى جعفر بن محمد عن آبائه $ عن النبيء ÷. وفيه بإسناده إلى جعفر بن محمد، عن آبائه، عن علي # أنه قال: آية من كتاب الله تركها الناس {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}.

  وأخرج ابن خزيمة، والبيهقي في المعرفة، بسند صحيح من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس ®، قال: استرق الشيطان من الناس أعظم آية من القرآن {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}.

  والبيهقي في الشعب، وابن مَرْدَوَيْهِ بسند حسن، من طريق مجاهد، عن ابن عباس قال: أغفل الناس آية من كتاب الله ø لم تنزل على أحد سوى النبيء ÷، إلا أن يكون سليمان بن داود {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}.

  والدارقطني والطبراني في الأوسط عن بريدة قال: قال رسول الله ÷: «لا أخرج من المسجد حتى أخبرك بآية لم تنزل على نبي بعد سليمان غيري، ثم قال: بأي شيء تفتتح القرآن إذا افتتحت الصلاة؟ قلت: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} قال: هي هي».


(١) وأما كتابة أسماء السور وأعداد الآي والكلمات والحروف فلم يكن في زمن جمع القرآن وكتابة المصاحف، وإنما هي حادثة ابتدعها المتأخرون، ووقفت على مصحف في مسجد الشهيدين بصنعاء بخط كوفي يروى أنه من عهد الصحابة وعهدهما (*) غير مرسوم فيه ذلك. منه.

(*) أي الشهيدين. [وهذا المصحف الذي ذكره المؤلف هو بخط أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ~، وهو موجود الآن في مكتبة الجامع الكبير بصنعاء، وقد وقف عليه مولانا الإمام مجد الدين المؤيدي #، انظر لوامع الأنوار ط ٣/ ٣/٢١٥].

(٢) هو الإمام أحمد بن عيسى بن زيد بن علي المتوفي سنة ٢٤٧ هـ، وهو المعروف بـ «فقيه آل محمد»، له فقه كثير ورواية واسعة، تضمن كتاب العلوم الذي جمعه محمد بن منصور المرادي كثيرا من فقهه وروايته حتى غلب عليه اسم «أمالي أحمد بن عيسى».