القول في آدم والملائكة أيهما أفضل
  وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا}[الصافات: ١٥٨] والجنة هاهنا هم الملائكة؛ لأنهم قالوا إن الملائكة بنات الله بدليل قوله: {أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِنَاثًا}[الإسراء: ٤٠] وكتب التفسير تشتمل من هذا على ما لا نرى الإطالة بذكره.
  فأما القطب الراوندي فقال في هذين الفصلين في تفسير ألفاظهما اللغوية العذب من الأرض ما ينبت والسبخ ما لا ينبت وهذا غير صحيح؛ لأن السبخ ينبت النخل فيلزم أن يكون عذبا على تفسيره.
  وقال فجبل منها صورة، أي: خلق خلقا عظيما ولفظة جبل في اللغة تدل على خلق سواء كان المخلوق عظيما أو غير عظيم.
  وقال: الوصول جمع وصل، وهو العضو وكل شيء اتصل بشيء فما بينهما وصلة، والفصول جمع فصل، وهو الشيء المنفصل، وما عرفنا في كتب اللغة أن الوصل هو العضو ولا قيل هذا.
  وقوله بعد ذلك وكل شيء اتصل بشيء فما بينهما وصلة لا معنى لذكره بعد ذلك التفسير، والصحيح أن مراده # أظهر من أن يتكلف له هذا التكلف ومراده # أن تلك الصورة ذات أعضاء متصلة كعظم الساق أو عظم الساعد، وذات أعضاء منفصلة في الحقيقة وإن كانت متصلة بروابط خارجة عن ذواتها، كاتصال الساعد بالمرفق واتصال الساق بالفخذ.
  ثم قال يقال استخدمته لنفسي ولغيري واختدمته لنفسي خاصة وهذا مما لم أعرفه ولعله نقله من كتاب.