شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل في ذكر المنحرفين عن علي #

صفحة 79 - الجزء 4

  الحسين # إلى الكوفة على شرطة عبيد الله بن زياد، وكان يحرض الناس على الخروج إلى الحسين # وقتاله.

  ومن المنحرفين عنه المبغضين له عبد الله بن الزبير وقد ذكرناه آنفا، كان علي # يقول: (ما زال الزبير منا أهل البيت حتى نشأ ابنه عبد الله فأفسده).

  و عبد الله هو الذي حمل الزبير على الحرب، وهو الذي زين لعائشة مسيرها إلى البصرة، وكان سبابا فاحشا، يبغض بني هاشم ويلعن ويسب علي بن أبي طالب #، وكان علي # يقنت في صلاة الفجر، وفي صلاة المغرب، ويلعن معاوية، وعمر، والمغيرة، والوليد بن عقبة، وأبا الأعور، والضحاك بن قيس، وبسر بن أرطاة، وحبيب بن مسلمة، وأبا موسى الأشعري، ومروان بن الحكم، وكان هؤلاء يقنتون عليه ويلعنونه.

  وروى شيخنا أبو عبد الله البصري المتكلم ¦، عن نصر بن عاصم الليثي، عن أبيه قال: أتيت مسجد رسول الله ÷، والناس يقولون نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله، فقلت: ما هذا؟ قالوا: معاوية، قام الساعة فأخذ بيد أبي سفيان فخرجا من المسجد، فقال رسول الله ÷: لعن الله التابع والمتبوع رب يوم لأمتي من معاوية ذي الأستاه، قالوا: يعني الكبير العجز.

  وقال: روى العلاء بن حريز القشيري: أن رسول الله ÷ قال لمعاوية: لتتخذن يا معاوية البدعة سنة والقبح حسنا أكلك كثير وظلمك عظيم.

  قال: وروى الحارث بن حصيرة عن أبي صادق عن ربيعة بن ناجذ.

  قال: قال