شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

القول في آدم والملائكة أيهما أفضل

صفحة 114 - الجزء 1

  أَوْ مَحَجَّةٍ قَائِمَةٍ رُسُلٌ لاَ تُقَصِّرُ بِهِمْ قِلَّةُ عَدَدِهِمْ وَلاَ كَثْرَةُ اَلْمُكَذِّبِينَ لَهُمْ مِنْ سَابِقٍ سُمِّيَ لَهُ مَنْ بَعْدَهُ أَوْ غَابِرٍ عَرَّفَهُ مَنْ قَبْلَهُ اجتالتهم الشياطين أدارتهم)، تقول: اجتال فلان فلانا واجتاله عن كذا وعلى كذا، أي: أداره عليه كأنه يصرفه تارة هكذا وتارة هكذا يحسن له فعله ويغريه به.

  وقال الراوندي اجتالتهم عدلت بهم وليس بشي ء.

  وقوله #: (واتر إليهم أنبياءه)، أي: بعثهم وبين كل نبيين فترة وهذا مما تغلط فيه العامة فتظنه كما ظن الراوندي أن المراد به المرادفة، والمتابعة، والأوصاب الأمراض، والغابر الباقي.

  ويسأل في هذا الفصل عن أشياء منها عن قوله #: (أخذ على الوحي ميثاقهم).

  والجواب أن المراد أخذ على أداء الوحي ميثاقهم وذلك أن كل رسول أرسل فمأخوذ عليه أداء الرسالة كقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}⁣[المائدة: ٦٧].

  ومنها أن يقال ما معنى قوله #: (ليستأدوهم ميثاق فطرته) هل هذا