قطري بن الفجاءة المازني
  جماعة منهم فردتهم، ولم تجبهم فأخبر من شاهدها في الحرب أنها كانت تحمل على الناس، وترتجز فتقول:
  أحمل رأسا قد سئمت حمله ... وقد مللت دهنه وغسله
  ألا فتى يحمل عني ثقله
  والخوارج يفدونها بالآباء والأمهات، فما رأينا قبلها ولا بعدها مثلها.
  وروى أبو الفرج قال: كان عبيدة بن هلال إذا تكاف الناس ناداهم ليخرج إلي بعضكم، فيخرج إليه فتيان من عسكر المهلب، فيقول لهم أيما أحب إليكم أقرأ عليكم القرآن أم أنشدكم الشعر، فيقولون له: أما القرآن فقد عرفناه مثل معرفتك، ولكن تنشدنا فيقول: يا فسقة، قد والله علمت أنكم تختارون الشعر على القرآن، ثم لا يزال ينشدهم ويستنشدهم حتى يملوا ويفترقوا.
  قال أبو العباس: وولى خالد بن عبد الله بن أسيد، فقدم فدخل البصرة، فأراد عزل المهلب فأشير عليه بألا يفعل، وقيل له: إنما أمن أهل هذا المصر؛ لأن المهلب بالأهواز، وعمر بن عبيد الله بفارس، فقد تنحى عمر وإن نحيت المهلب لم تأمن على البصرة، فأبى إلا عزله، فقدم المهلب البصرة، وخرج خالد إلى الأهواز فاستصحبه، فلما صار بكربج دينار لقيه قطري فمنعه حط أثقاله، وحاربه ثلاثين يوما.
  ثم أقام قطري بإزائه وخندق على نفسه، فقال المهلب لخالد إن قطريا ليس