القول في أديان العرب في الجاهلية
  ومنها ناسخه ومنسوخه فالناسخ كقوله: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ}[التوبة: ٥]، والمنسوخ كقوله: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}[البقرة: ٢٥٦].
  ومنها رخصه وعزائمه فالرخص كقوله تعالى: {فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ}[المائدة: ٣]، والعزائم كقوله: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ}[محمد: ١٩].
  ومنها خاصه وعامه، فالخاص كقوله تعالى: {وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ}[الأحزاب: ٥٠] والعام كالألفاظ الدالة على الأحكام العامة لسائر المكلفين، كقوله: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ}[البقرة: ٤٣] ويمكن أن يراد بالخاص العمومات التي يراد بها الخصوص، كقوله: {وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ}[النمل: ٢٣] وبالعام ما ليس مخصوصا بل هو على عمومه، كقوله تعالى: {وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ٢٨٢}[البقرة: ٢٨٢].
  ومنها عبره وأمثاله فالعبر كقصة أصحاب الفيل وكالآيات التي تتضمن النكال والعذاب النازل بأمم الأنبياء من قبل والأمثال كقوله: {كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا}[البقرة: ١٧].
  ومنها مرسله ومحدوده، وهو عبارة عن المطلق والمقيد، وسمي المقيد محدودا، وهي لفظة فصيحة جدا، كقوله: {تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ}[المائدة: ٨٩]، وقال في موضع آخر {وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ}[النساء: ٩٢]، ومنها محكمه ومتشابهه، فمحكمه كقوله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ١}[الإخلاص: ١]، والمتشابه كقوله: {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ٢٣}[القيامة: ٢٣].
  ثم قسم # الكتاب قسمة ثانية فقال: إن منه ما لا يسع أحدا جهله