شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

القول في أديان العرب في الجاهلية

صفحة 121 - الجزء 1

  ومنها ناسخه ومنسوخه فالناسخ كقوله: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ}⁣[التوبة: ٥]، والمنسوخ كقوله: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}⁣[البقرة: ٢٥٦].

  ومنها رخصه وعزائمه فالرخص كقوله تعالى: {فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ}⁣[المائدة: ٣]، والعزائم كقوله: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ}⁣[محمد: ١٩].

  ومنها خاصه وعامه، فالخاص كقوله تعالى: {وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ}⁣[الأحزاب: ٥٠] والعام كالألفاظ الدالة على الأحكام العامة لسائر المكلفين، كقوله: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ}⁣[البقرة: ٤٣] ويمكن أن يراد بالخاص العمومات التي يراد بها الخصوص، كقوله: {وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ}⁣[النمل: ٢٣] وبالعام ما ليس مخصوصا بل هو على عمومه، كقوله تعالى: {وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ٢٨٢}⁣[البقرة: ٢٨٢].

  ومنها عبره وأمثاله فالعبر كقصة أصحاب الفيل وكالآيات التي تتضمن النكال والعذاب النازل بأمم الأنبياء من قبل والأمثال كقوله: {كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا}⁣[البقرة: ١٧].

  ومنها مرسله ومحدوده، وهو عبارة عن المطلق والمقيد، وسمي المقيد محدودا، وهي لفظة فصيحة جدا، كقوله: {تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ}⁣[المائدة: ٨٩]، وقال في موضع آخر {وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ}⁣[النساء: ٩٢]، ومنها محكمه ومتشابهه، فمحكمه كقوله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ١}⁣[الإخلاص: ١]، والمتشابه كقوله: {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ٢٣}⁣[القيامة: ٢٣].

  ثم قسم # الكتاب قسمة ثانية فقال: إن منه ما لا يسع أحدا جهله