شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

الكناية والرموز والتعريض مع ذكر مثل منها

صفحة 18 - الجزء 5

  ومنها قوله # للمرأة التي استفتته في الذي استخلت له ولم يستطع جماعها لا حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك.

  ومنها قول المرأة التي شكت إلى عائشة زوجها أنه يطمح بصره إلى غيرها إني عزمت على أن أقيد الجمل إشارة إلى ربطه.

  ومنها قول عمر يا رسول الله هلكت قال وما أهلكك قال حولت رحلي فقال # أقبل وأدبر واتق الحيضة ففهم ÷ ما أراد.

  ورأى عبد الله بن سلام على إنسان ثوبا معصفرا فقال لو أن ثوبك في تنور أهلك لكان خيرا لك فذهب الرجل فأحرق ثوبه في تنور أهله وظن أنه أراد الظاهر ولم يرد ابن سلام ذلك وإنما أراد لو صرف ثمنه في دقيق يخبزه في تنور أهله.

  ومن ذلك قوله ص: إياكم وخضراء الدمن والدمن جمع دمنة وهي المزبلة فيها البعر تنبت نباتا أخضر وكنى بذلك عن المرأة الحسناء في منبت السوء.

  ومن ذلك قولهم إياك وعقيلة الملح لأن الدرة تكون في الماء الملح ومرادهم النهي عن المرأة الحسناء وأهلها أهل سوء.

  ومن ذلك قولهم لبس له جلد النمر وقلب له ظهر المجن وقال أبو نواس

  لا أذود الطير عن شجر ... قد بلوت المر من ثمره