شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

ما ورد في الوصاية من الشعر

صفحة 143 - الجزء 1

  واعلم أن هذه الكلمات وهي قوله: # الآن إذ رجع الحق إلى أهله إلى آخرها يبعد عندي أن تكون مقولة عقيب انصرافه # من صفين؛ لأنه انصرف عنها وقتئذ مضطرب الأمر منتشر الحبل بواقعة التحكيم ومكيدة ابن العاص وما تم لمعاوية عليه من الاستظهار وما شاهد في عسكره من الخذلان، وهذه الكلمات لا تقال في مثل هذه الحال، وأخلق بها أن تكون قيلت في ابتداء بيعته قبل أن يخرج من المدينة إلى البصرة، وأن الرضي ¦ نقل ما وجد، وحكى ما سمع، والغلط من غيره والوهم سابق له وما ذكرناه واضح.

ما ورد في الوصاية من الشعر

  ومما رويناه من الشعر المقول في صدر الإسلام المتضمن كونه # وصي رسول الله قول عبد الله بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب:

  ومنا علي ذاك صاحب خيبر ... وصاحب بدر يوم سالت كتائبه

  وصي النبي المصطفى وابن عمه ... فمن ذا يدانيه ومن ذا يقاربه

  وقال عبد الرحمن بن جعيل:

  لعمري لقد بايعتم ذا حفيظة ... على الدين معروف العفاف موفقا

  عليا وصي المصطفى وابن عمه ... وأول من صلى أخا الدين والتقى

  وقال أبو الهيثم بن التيهان وكان بدريا:

  قل للزبير وقل لطلحة إننا ... نحن الذين شعارنا الأنصار

  نحن الذين رأت قريش فعلنا ... يوم القليب أولئك الكفار

  كنا شعار نبينا ودثاره ... يفديه منا الروح والأبصار