شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

أمر المهاجرين والأنصار بعد بيعة أبي بكر

صفحة 19 - الجزء 6

  قال الزبير وقد كان مالأ أبا بكر وعمر على نقض أمر سعد وإفساد حاله رجلان من الأنصار ممن شهد بدرا وهما عويم بن ساعدة ومعن بن عدي.

  قلت كان هذان الرجلان ذوي حب لأبي بكر في حياة رسول الله ÷ واتفق مع ذلك بغض وشحناء كانت بينهما وبين سعد بن عبادة ولها سبب مذكور في كتاب القبائل لأبي عبيدة معمر بن المثنى فليطلب من هناك.

  وعويم بن ساعدة هو القائل لما نصب الأنصار سعدا يا معشر الخزرج إن كان هذا الأمر فيكم دون قريش فعرفونا ذلك وبرهنوا حتى نبايعكم عليه وإن كان لهم دونكم فسلموا إليهم فو الله ما هلك رسول الله ÷ حتى عرفنا أن أبا بكر خليفة حين أمره أن يصلي بالناس فشتمه الأنصار وأخرجوه فانطلق مسرعا حتى التحق بأبي بكر فشحذ عزمه على طلب الخلافة.

  ذكر هذا بعينه الزبير بن بكار في الموفقيات.

  وذكر المدائني والواقدي أن معن بن عدي اتفق هو وعويم بن ساعدة على تحريض أبي بكر وعمر على طلب الأمر وصرفه عن الأنصار قالا وكان معن بن عدي يشخصهما إشخاصا ويسوقهما سوقا عنيفا إلى السقيفة مبادرة إلى الأمر قبل فواته.

  قال الزبير بن بكار فلما بويع أبو بكر أقبلت الجماعة التي بايعته تزفه زفا إلى مسجد رسول الله ÷ فلما كان آخر النهار افترقوا إلى منازلهم فاجتمع قوم من الأنصار وقوم من المهاجرين فتعاتبوا فيما بينهم فقال عبد الرحمن بن عوف يا معشر الأنصار إنكم وإن كنتم أولي فضل ونصر وسابقة ولكن ليس فيكم مثل أبي بكر ولا عمر ولا علي ولا أبي عبيدة فقال زيد بن أرقم إنا لا ننكر فضل من ذكرت