شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

عهد أبي بكر بالخلافة إلى عمر بن الخطاب

صفحة 171 - الجزء 1

  مسها، أي: تؤذي وتضر وتنكئ من يمسها يصف جفاء أخلاق الوالي المذكور ونفور طبعه وشدة بادرته.

  قوله # ويكثر العثار فيها والاعتذار منها.

  يقول ليست هذه الجهة جددا مهيعا بل هي كطريق كثير الحجارة لا يزال الماشي فيه عاثرا.

  وأما منها في قوله # والاعتذار منها فيمكن أن تكون من على أصلها، يعني: أن عمر كان كثيرا ما يحكم بالأمر، ثم ينقضه ويفتي بالفتيا، ثم يرجع عنها ويعتذر مما أفتى به أولا، ويمكن أن تكون من هاهنا للتعليل والسببية، أي: ويكثر اعتذار الناس عن أفعالهم وحركاتهم لأجلها قال:

  أمن رسم دار مربع ومصيف ... لعينيك من ماء الشئون وكيف

  أي: لأجل أن رسم المربع والمصيف هذه الدار وكف دمع عينيك.

  والصعبة من النوق ما لم تركب، ولم ترض إن أشنق لها راكبها بالزمام خرم أنفها، وإن أسلس زمامها تقحم في المهالك فألقته في مهواة أو ماء أو نار، أو ندت فلم تقف حتى ترديه عنها فهلك.

  وأشنق الرجل ناقته إذا كفها بالزمام، وهو راكبها واللغة المشهورة شنق ثلاثية، وفي الحديث أن طلحة أنشد قصيدة، فما زال شانقا راحلته حتى كتبت له وأشنق البعير نفسه إذا رفع رأسه يتعدى، ولا يتعدى وأصله من الشناق، وهو خيط يشد به فم القربة.

  وقال الرضي أبو الحسن ¦ إنما قال # أشنق لها ولم يقل أشنقها؛ لأنه جعل ذلك في مقابلة قوله أسلس لها وهذا حسن فإنهم إذا