شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

عهد أبي بكر بالخلافة إلى عمر بن الخطاب

صفحة 172 - الجزء 1

  قصدوا الازدواج في الخطابة فعلوا مثل هذا قالوا الغدايا والعشايا والأصل الغدوات جمع غدوة وقال ÷: ارجعن مأزورات غير مأجورات، وأصله موزورات بالواو؛ لأنه من الوزر.

  وقال الرضي ¦ ومما يشهد على أن أشنق بمعنى شنق قول عدي بن زيد العبادي:

  ساءها ما لها تبين في الأيدي ... وإشناقها إلى الأعناق

  قلت تبين في هذا البيت فعل ماض تبين يتبين تبينا واللام في لها تتعلق بتبين يقول ظهر لها ما في أيدينا فساءها، وهذا البيت من قصيدة أولها:

  ليس شيء على المنون بباق ... غير وجه المسبح الخلاق

  وقد كان زارته بنية له صغيرة اسمها هند، وهو في الحبس حبس النعمان، ويداه مغلولتان إلى عنقه، فأنكرت ذلك وقالت ما هذا الذي في يدك وعنقك يا أبت، وبكت، فقال هذا الشعر وقبل هذا البيت:

  ولقد غمني زيارة ذي قربى ... صغير لقربنا مشتاق

  ساءها ما لها تبين في الأيدي ... وإشناقها إلى الأعناق

  أي: ساءها ما ظهر لها من ذلك، ويروى ساءها ما بنا تبين، أي: ما بان وظهر ويروى ما بنا تبين بالرفع على أنه مضارع.

  ويروى إشناقها بالرفع عطفا على ما التي هي بمعنى الذي، وهي فاعلة ويروى بالجر عطفا على الأيدي.